مذبحـة الأبـريـــــاء
للفنان الهولندي بيتـر بـول روبنــز

احدى أكثر اللوحات العالمية شهرة ومبيعا.

كتلة مضطربة من الأحاسيس والمعاناة والوحشية والألم.

رسمت اللوحة بين عامي 1609 و 1611. تستمد فكرتها من حادثة تاريخية ورد ذكرها في الانجيل، حيث تقول المصادر التاريخية ان هيرود الروماني ملك يهوذا امر جنوده بذبح كافة الأطفال المولودين في بيت لحم خوفا أن يكون أحدهم هو “المسيح” الذي سينازعه على الحكم مستقبلا.

في اللوحة نرى جنود هيرود منقضين على الأطفال يقتلونهم ويذبحونهم وسط استماتة أمهاتهم بالدفاع عنهم وانقاذهم من القتل.

استطاع روبنز بمهارة فنان وحس انساني راق أن يجسد الخوف، الحزن، الألم والعمق العاطفي في هذه اللوحة وكأننا نشاهد أكواما من اللحم تتلاشى فيها قيمة الانسان !

لم يقلص روبنز مساحة اللوحة وخيالها في حادثة معينة، وانما عكس بواسطتها كل المآسي والحروب والقتل والاغتصاب التي تمر بها الشعوب والتي مورست وما زالت تمارس على الأطفال والنساء والضعفاء دون رحمة.

يذكر أن بيكاسو استعار من “مذبحة الأبرياء” مشهد المرأة التي تحتضن طفلها لحمايته من القتل وجسدها في لوحته ذائعة الصيت “غورنيكا” التي تصور هي الأخرى همجية الحرب وبشاعتها.

تتسم لوحات بيتر روبنز بالانفعالية والضخامة والتنويع. تتلمذ على أيدي الفنانين الايطاليين: رفائيل، مايكل انجلو ودافنشي. بالاضافة الى كونه فنانا تشكيليا فقد كان مهندسا معماريا بارعا ودبلوماسيا محنكا حيث يقال انه شارك في مفاوضات السلام بين اسبانيا وبريطانيا وكان دوما داعية للسلام كارها للحرب

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.