تكبير الصورة 

“حسين هنيدي”.. الصورة قطعة موسيقية

رامي خطاط

الثلاثاء 09 كانون الأول 2014

حي القصور

امتلك ذائقة فنية عالية مكنته من اختيار المكان والزمان والزاوية المناسبة لالتقاط الصورة، فلكل صورة من صوره عنوان يروي حكاية، ويرصد من خلالها التفاصيل المهمة لجمال طبيعة الفرات ومعالم المدينة؛ إنه الفنان الضوئي “حسين هنيدي”.

 

تكبير الصورة
راقصات الباليه

مدونة وطن “eSyria” في 5 كانون الأول 2014، تواصلت مع الفنان الضوئي “حسين هنيدي” ليحدثنا عن تجربته وبداياته في التصوير الضوئي قائلاً: «أنا من مواليد محافظة “دير الزور” عام 1957، هذه المدينة الجميلة الغافية على نهر الفرات العظيم التي أفرزت العديد من الفنانين المحبين للطبيعة الفراتية، وأنتمي للجيل الثاني من هواة التصوير الضوئي غير المحترفين، حيث كان يمثل الجيل الأول كل من الفنان المؤسس لفن التصوير الضوئي الفراتي “جلال الحسن”، والفنان “صبحي الضللي”، وكانت بدايتي في التصوير بأفلام عادية صورت بالأبيض والأسود وكنت مهتماً وقتها بتفاصيل الكاميرا وقدرتها على التقاط التفاصيل، والتصوير بالنسبة لي هو هواية تخص من يهتم بالفن والجمال وليس من أجل جمع المال، وإذا كان التصوير المأجور قد اتخذه بعضهم مهنة، إلا أني خلال مسيرتي لم ولن أمارسه كمهنة».

ويتابع: «في عام 1980 تحولت من التصوير العادي إلى الملون، وقد سجلت مئات اللقطات لمختلف نواحي الحياة في المدينة وريفها، وقمت بتسجيل أرشيف فوتوغرافي كامل عن نهر الفرات والتحولات الجميلة التي تطرأ على غابات وأشجار الغرب على النهر، وكان لكل صورة من الصور التي كنت ألتقطها سواء

على ضفاف نهر الفرات أو بين أشجاره عنوان يروي حكاية، وقد تعرفت بهذه المرحلة زملائي هواة التصوير الضوئي أمثال: الفنان “إبراهيم السليمان، والفنان نجم النايف”، وكونّا ثلاثياً متكاملاً متعاوناً، كلّ واحد بحسب رؤيته الفنية وتميزت تلك المرحلة بالتركيز والدقة والـتأني في العمل لاعتبارات موضوعية وتقنية، فنتيجة اللقطة لا يمكن معرفتها قبل مضي أسابيع على التقاطها، وأحياناً يفشل العمل نتيجة أخطاء العاملين بمختبرات التصوير ويذهب المجهود سدى».

كما كان للفنان “حسين هنيدي” رأيه في التصوير الرقمي بالقول: «المكان والزمان يلعبان دوراً رئيساً، وكذلك الأداة المستخدمة كلها تتضافر لتمثل مجرد أداة لا غير، ولكن العمل الفني يحتاج إلى رؤية بصرية وعقلية، وهنا يأتي دور الثقافة الفنية والخبرة لتحقيق ذلك، والتصوير الرقمي هو فن بلا مجهود ومن دون تكلفة مالية والحصول على نتيجة اللقطة آنياً، كما يمتاز بغزارة الإنتاج الذي يكون في بعض الأحيان على حساب الجودة والقيمة الفنية، فقد برز في المدينة الجيل الثالث من هواة التصوير الرقمي ولديهم نفس الاهتمام بالطبيعة الفراتية، وأذكر من الجيل الثالث الفنانين: “محمد الحامد، وجمعة سليمان، وفائز الخليل، ومصطفى العلوش، وخالد الخليل”».

وعن مشاركاته

تكبير الصورة
صخب على الفرات

والنماذج التي وثقها خلال مسيرته يقول: «أحببت الطبيعة بكل تفاصيلها، وتجولت في كل مناطق المحافظة ريفاً ومدينة، ووثقت خلال هذه الجولات الكثير من المناظر الطبيعية لنهر الفرات من غروب وشروق بجميع الفصول، كما كنت مهتماً بتصوير الورود بأنواعها فهي جميلة وشفافة ويكاد يمر الضوء من خلال بتلاتها، كما قمت بتوثيق العديد من الصور من الريف أثناء الحصاد للفلاحين والفلاحات، وللمدينة هناك أيضاً مجموعة من الصور لمعالمها وللحياة الاجتماعية والعمل فيها، وقمت بالمشاركة بهذه الصور في أكثر من معرض مع بعض الفنانين من المحافظة، وفي عام 1992 فزت بجائزة مجلة فنون عن إحدى اللقطات الفنية، وبجائزة صحيفة صوت الشعب عام 1996».

كما كان لنا حديث مع الفنان التشكيلي المهندس “كمال الدين عاروض” الذي حدثنا عن صديقه الفنان “حسين الهنيدي” بالقول: «الفنان “حسين هنيدي” فنان مبدع بعدسته ونقاء صورته، التي تدل على أنه فنان محترف لا يستطيع الشخص العادي أن يقوم بعمله لكونه فناناً ذا حس مرهف وتقني، إضافة إلى أنه طيب القلب ودائماً كنا نشترك معاً في الأعمال الفنية من خلال المعارض التي تقام في المحافظة، وأتمنى له التوفيق الدائم».

تكبير الصورة
الفنان التشكيلي المهندس كمال عاروض



أما الفنان التشكيلي “رضا خطاط” فيقول: «”حسين هنيدي” من الفنانين المبدعين الذين ينتمون للجيل الثاني من هواة التصوير الضوئي، فقد استطاع خلال مسيرته توثيق العديد من الصور لمحافظة “دير الزور” وغيرها من المحافظات؛ فهو يلتقط الصور بقلبه وليس بعينه، ويدرس جميع الزوايا المحيطة به ويختار بإحساسه وموهبته واحترافه الزاوية الأفضل، إنه يستغل كل مساحات الضوء المتاحة لتظهر الصورة وكأنها قطعة موسيقية».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.