Sony-Lens-GMaster-سوني-تصوير-عدسة-فل فريم-CreativeSchoolArabia-CSchoolArabia-CSA-سوني تعلن عن عدسات واسعة الزاوية قياس 12-24 ملم و 16-35 ملم9 
أعلام من اليمن
قصة فنان عشق الكاميرا… وصورة وثقت تاريخ اليمن للأجيال

إعداد/عماد محمد عبدالله

قال عنه الدكتور ( عبدالعزيز المقالح) ، في احد كتبه ” لم يكن فناناً باحثاً عن المال، ولاباحثاً عن الشهرة ، وانما كان يبحث عن صورة الوطن وراء الكاميرا، واستطاع الاحرار ان يجعلوا من صوره ملحمة تروي وضع اليمن، وحالة الشعب الذبيح”.

ذلك هو المصور المبدع/ احمد بن عمر العبسي الذي ولد عام 1329هـ 1949م في قرية ( حارات) عزلة ( الاعبوس) في مديرية ( حيفان ) بمحافظة تعز وتوفى عام 1369هـ/ 1976م.

فقد والديه وعمره اثنتا عشرة سنة فضاقت عليه حياته ولم يجد حينها طريقاً آخر سوى الرحيل الى مدينة عدن التي كانت تقبع تحت الاحتلال البريطاني انذاك طلباً للقمة العيش، وعند وصوله الى عدن بدأ بالبحث عن عمل وبعد تعب وجهد حصل على العمل لدى مصور هندي ، يدعى( كريستيان كانتينو) في منطقة ( التواهي) فتعلم منه فنون التصوير.

وهنا بدأ احمد بن عمر العبسي ينظر الى المستقبل ففكر بعمل خاص بعيداً عن المصور الهندي (كريستيان كانتينو) الا انه واجه مشكلة وهي راس المال الذي سيبدأ به مشروعه الخاص حيث وجد انه من الضروري ان يكون له شريك يساعده ووجد شريكاً يمنياً يدعى ( عقيل عباس) في فتح استديو للتصوير في منطقة ( كريتر) فذاعت شهرته في التصوير حيث كان يتمتع بخبرة كبيرة بفنون التصوير من عمله السابق.

وحين زار الامام ( احمد بن يحيى حميد الدين) السلطان ( عبدالكريم الفضلي) الى مدينة لحج حينها تم استدعاء المصور/ احمد بن عمر العبسي لتصويرهما في هذه الزيارة الرسمية لتوثيقها ، وهنا تعرف عليه الامام ( احمد بن يحيى حميد الدين) من خلال هذا الزيارة ، وعرض عليه فتح استديو للتصوير في مدينة تعز، فوافق ، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته مع التصوير وانتقل الى مدينة تعز سنة 1371هـ/ 1951م ، وهناك فتح استديو اسماه (الوطن) وكان اول استديو في تعز ، وايضاً حقق نجاحاً وحصل على شهرة واسعة بين اوساط الناس، ساهمت هذه الشهرة في توطيد علاقاته بالامام (أحمد) ليجعله مصوره الخاص واوكل اليه مهمة تصوير اعدام المعارضين لحكم الامام، فالتقطت عدسته صوراً بشعة لمصارع العامة والمناضلين وخاصة قادة انقلاب سنة 1375هـ / 1955م في مدينة تعز. كان المصور/ احمد بن عمر العبسي على صلة بتنظيم ( الاحرار) المعارض لحكم الامامة، منذ ان كان في مدينة عدن، غير انه آثر كتمان ذلك وادى استثمار الصور التي كان يلتقطها لحوادث الاعدام للناس والمناضلين في التعريف بالقضية اليمنية خارج اليمن. وقد كان منزل المصور/ احمد ملتقى لكثير من المناضلين الاحرار، وبعد ان اقامت الثورة الجمهورية سنة 1382هـ/ 1962م، التقى بعدد من الشخصيات السياسية في منزله في عزلة ( الاعبوس) وقد اقروا في اجتماعهم هذا مبدأ الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ، كما اقيم في نفس المنزل المؤتمر التاسيسي للحزب ( الديمقراطي اليمني).

الجدير ذكره ان المصور / احمد تنقل بعدساته في عدد من مناطق اليمن لتصوير المناظر والمشاهد المتنوعة.. حيث قال عنه الدكتور ( عبدالعزيز المقالح) ، في تقديم كتاب عن اعماله لم ينشر بعد : لم يكن فناناً باحثاً عن المال، ولاباحثاً عن الشهرة، وانما كان يبحث عن صورة الوطن وراء الكاميرا، واستطاع الاحرار ان يجعلوا من صوره ملحمة تروي وضع اليمن وحالة الشعب الذبيح”.

عرف من أبنائه الدكتور ( محمد بن احمد بن عمر)، و( داود احمد عمر) ، و( سلطان احمد عمر) اشهرهم.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.