هل كانت الثورة الروسية 1917 محض مصادفة؟

القيصر نيقولاي الثاني وزوجته الإمبراطورة ألكساندرا فيودوروفنا

 

هل كانت الثورة الروسية 1917 محض مصادفة؟

 ماذا لو لم يتنح القيصر نيقولاي الثاني عن عرش روسيا؟ ماذا لو لم ترسل ألمانيا لينين إلى روسيا؟

يقولون إن التاريخ لا يؤمن بكلمة “لو”.. إلا أن المتخصصين طرحوا هذه الأسئلة بمناسبة مرور 100 عام على الثورة الروسية.

تنشر دار “ألبينا نون فيكشن” مجلدا بعنوان “هل كانت حتمية تاريخية؟ الأحداث المفصلية في الثورة الروسية”، جمع فيه السفير البريطاني السابق في روسيا السير، طوني برينتون، مجموعة من المقالات لعدد من المؤرخين الغربيين جاء فيها:

أخر القياصرة نيقولاي الثاني

الزوجة دائما مذنبة

في الفصل المعنون بـ “القيصر الأخير” يكتب المؤرخ البريطاني، دونالد كرووفورد، عن أحداث مارس 1917، حينما تنازل القيصر نيقولاي الثاني عن العرش لأخيه ميخائيل، أن الإمبراطورة ألكساندرا فيودوروفنا، ذات الأصول الألمانية لعبت دورا كبيرا في سقوط حكم عائلة رومانوف في روسيا:

الإمبراطورة ألكساندرا فيودوروفنا

“حينما رحل القيصر إلى موجيليوف قائدا أعلى للجيش الروسي، عام 1915، على بعد 700 كيلومتر من العاصمة، وكّل زوجته الإمبراطورة، ألكساندرا فيودوروفنا، بالتحكم في مصائر حكومته جميعها، فاعتمدت الإمبراطورة في اختياراتها للوزراء على (رجل الدين) الذي يكرهه الجميع، غريغوري راسبوتين، لمدة عامين كاملين، نظرا لإقناع الأخير إياها بقدرته على شفاء ابنها المريض باللوكيميا”.

غريغوري راسبوتين

على الرغم من ذلك فإن الكاتب يقرر أن أحدا لم يكن يخطط لإزاحة عائلة رومانوف في هذا الوقت، بل إن المعارضين والمؤيدين على حد سواء كانوا يرغبون في أن يتنازل نيقولاي الثاني عن العرش لابنه أليكسي (12 عاما)، حتى يدير الأمور، وصيا عليه، الإمبراطور ميخائيل.

ظهور لينين على الساحة

يسرد المؤرخ البريطاني، شون ماكميكين، في فصل “ظهور لينين على خشبة المسرح” كيفية وصول لينين إلى صدارة مشهد الثورة الروسية. يؤكد ماكميكين أن لينين عاد إلى روسيا بإيعاز من الخارجية الألمانية، حيث أذن بذلك شخصيا المستشار الألماني آنذاك تيوبالت فون باتمان – غولفيغ.

“لقد وفرت برلين خمس ملايين قطعة نقدية ذهبية من أجل انتقال لينين وبداية نشاطه في روسيا، وبعد خمسة أيام كان لينين يستقل القطار من زيوريخ إلى ميناء ساسنيتس الذي تمتلكه ألمانيا على بحر البلطيق، وصحبه في تلك الرحلة كل من كروبسكايا، راديك، زينوفييف، فريدريخ بلاتين. من هناك رحل لينين إلى ستوكهولم ومنها إلى فنلندا ثم بتروغراد (بطرسبورغ)”.

فلاديمير لينين

يضيف المؤرخ، أورلاندو فايغيس، أن اللحظة المفصلية في التاريخ والتي بدت كمصادفة بحتة كانت، في 24 أكتوبر 1917، في مقاله “السكير المسكين: لينين وانتفاضة أكتوبر” يكتب فايغيس: “في العاشرة من مساء 24 أكتوبر 1917، خرج لينين من مخبئه في حي فيبورغ ببتروغراد يرتدي شعرا مستعارا وقبعة مثل العمال، وقد أخفى رأسه متلفعا برباط، كان بصحبته البلشفي الفنلندي، إينو راخيا. توجه الرفيقان إلى معهد سمولني مقر مجلس بتروغراد بغرض دعوة الرفقاء في الحزب إلى بدء الانتفاضة في اليوم التالي، عشية اجتماع النواب. وبالقرب من قصر تافريدسكي أوقفتهما دورية للشرطة، لكنها رأت في لينين (سكيرا مسكينا) وتركته يمر”.

كذلك مر لينين في تلك الليلة على بوابات معهد سمولني بحراسات مضادة للبلاشفة، إلا أنه تمكن من الاختباء وسط الزحام. يؤكد المتخصصون أنه لو كان جنود الشرطة قد منعوا لينين من المرور في تلك الليلة لكان قد تغير وجه التاريخ، حتى أن نصر لينين، في 25 أكتوبر 1917، يبدو محض مصادفة.

المصدر: نوفوستي

محمد صالح

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.