23 أغسطس، 2014

 شخصيات من بلدي

الشخصية الثالثة عشر
محمد علي الخياط أبو سليمان

تكلمنا عن الشخصبة الأولى الدكتور ابراهيم حقي
والشخصية الثانية الشيخ محمد سكر
و الشخصية الثالثة وهو الدكتور قتيبة الشهابي
و الشخصية الرابعة عبدالوهاب القنواتي
والشخصية الخامسة الاستاذ هاني مبارك
و الشخصية السادسة الشاعر خليل مردم بيك
و الشخصية السابعة أيمن رشدي سويد
الشخصية الثامنة الشيخ بدر الدين الحسني .
والشخصية التاسعة محمد أحمد دهمـان
والشخصية العاشرة الدكتورة ليلى الصباغ
والشخصية الحادية عشر المهندس منيب الدردري
والشخصية الثانية عشر الباحث بشير زهدي
أما الآن فمع الشخصية الثالثة عشر وهي
محمد علي الخياط أبو سليمان

أنجبت سورية العديد من العباقرة في كافة مجالات الحياة ومنهم المرحوم محمد علي الخياط المشهور بأبي سليمان الخياط

الذي أبدعت أنامله فناً رائعا لم يزل شاهداً حتى الآن في العديد من المباني بدمشق ولبنان أطلق علية اسم مايكل أنجلو العرب، ولكن مع الأسف نسينا هذا الفنان ومات ذكره مع الأيام ولم نعد ندري عنه شيئاً..

ولد أبو سليمان (الأمي) محمد علي الخياط في دمشق عام 1880، وابتدأ عمله في الحفر والتزيين على الخشب زمن العثمانيين وبالتحديد عام 1912. وتلقى تعاليمه الأولى لهذا الفن على يد والده الذي كان بارعاً في صناعة الزخرفة الصدفية، وحفر الخشب

ثم لم يلبث أن استقل بأفكاره الفنية وأصبح يبدع من لدنه زخارف ورسوماً تثير الدهشة، وأبو سليمان أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولم يتعلم فنون الهندسة والرسم وكان يقول دائماً: ( لقد تخرجت من بين الأخشاب.. هذه هي المدرسة الوحيدة التي تعلمت فيها هذا الفن

وفي عام 1920 ذهب إلى لبنان كي يشرف ويعمل بنفسه على إصلاح وتزيين قصر بيت الدين.

و في عام 1928 حين بدأ بإنشاء دار البرلمان السوري (مجلس الشعب) على أنقاض المسرح العثماني كانت ورش أبي سليمان تعمل ليلاً نهاراً في تزيين قاعة المجلس الرئيسية وفرشها بالأثاث

وعندما قُصف هذا البناء من قبل المستعمر الفرنسي يوم 29 أيار عام 1945 وأتلفت زخارفه ساهم أبو سليمان بترميم البرلمان السوري وإعادة الزخارف إلى ما كانت عليه..

وفي عام 1937 أنيط بأبي سليمان أعمال الزخرفة العربية داخل وخارج مبنى مؤسسة عين الفيجة، فقام بإنشاء قاعة شامية أثرية كبيرة في الطابق الثاني من المؤسسة عندما نقل قاعة قديمة من دار أسرة (سقا أميني) يعود تاريخها إلى عام 1796 م إلى هذه القاعة وأعاد ترميمها وزخرفتها فجاءت آية في الجمال والروعة.

وفي عام 1944 كُلّف بالعمل في قصر العظم التاريخي بدمشق فقام بترميمه وتزيينه بالحفر والنقش على الطريقة الفاطمية والعباسية، وذلك بإشراف العالم المشهور(دلوره).

و في عام 1954 أضيف إلى بناء المتحف الوطني بدمشق جناح من جهة الشمال، أطلق عليه اسم القاعة الشامية لاحتوائه على خشبيات ورخاميات مأخوذة من منزل رئيس الوزراء السوري السابق جميل مردم بك، وكُلف أبو سليمان بإعادة تركيبها وترميمها وإضافة أجزاء كثيرة إليها صممها ونفذها بنفسه..

قاعه البرلمان السوري:

وكان لأبي سليمان الخياط، الدور الكبير والعمل المضني في الزخرفة الداخلية الدمشقية للقاعة الرئيسية لاجتماعات أعضاء البرلمان

فقامت ورش أبي سليمان خلال الفترة من عام 1947 إلى عام 1955 بتزيين القاعة وفرشها بالأثاث التقليدي الذي طوره أبو سليمان في صناعة الخشبيات المرصعة بالفضة والمنزلة بالصدف والمحفورة على الطريقة

لقد قام أبو سليمان بتزيين حيطان وسقوف القاعة بلوحات من الفن العربي مما زاد من إبداع أبي سليمان وأعطى قاعه البرلمان العظمة والروعة هي قبة البرلمان والثريا المدلاة من منتصف هذه القبة، التي ابتدعها بفكره الخلاق وأنامله البارعة

كانت أعمال أبي سليمان متنوعة في مجال الزخرفة الداخلية، لقد كان مُعلماً قديراً تخرج على يديه عدد كبير من الصناع المهرة، من مزخرفين ورسامين ونحاتين ونجارين ودهانين، أتقنوا فن الزخرفة الداخلية بأنماط تقليدية متطورة مع العصر ومتطلباته. وكان أبو سليمان هذا المبدع قد طور طريقة تقليدية في فن الحفر على الخشب، وأطلق عليها اسم القيصري.

والقيصري زخرفة نباتية أو هندسية، تحفر على خشب الجوز المجفف جزئياً، ويتم الحفر عن طريق الدق ثم اللف أو الكف، أي شطف زوايا الخشب ولا يلون الخشب، بل يبقى على اللون الجوزي.

قصر بيت الدين:

وفي عام 1920 أرادت السلطات اللبنانية المختصة إعادة ترميم قصر بيت الدين. وكان صيت أبي سليمان الخياط بدأ بالانتشار من دمشق إلى دول العالم، فطلبوا منه المساهمة في إعادة ترميم هذا القصر فذهب أبو سليمان وورشته إلى لبنان وساهم في تزيين وزخرفة القصر الذي أعطاه سمة الفن الدمشقي فجاء آية في الروعة والجمال.

يعد أبو سليمان رائداً بفن الديكور الشامي الحديث. وكانت وزارة الثقافة قد منحته وسام الاستحقاق السوري في عام 1960 م قبل وفاته بأشهر معدودة، تقديراً لدوره التعليمي الذي تمثل بتخريج جيل كامل من المزخرفين المبدعين الذين نشروا فن الزخرفة الشامية في دول العالم.

آخر معرض لأبي سليمان

في عام 1959 م وتحت رعاية وزير الثقافة والإرشاد القومي وبحضور عدد من رجال السلك السياسي والقنصلي وعدد من المهتمين..

أقامت مديرية الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة معرضاً للفنان أبي سليمان، فكان هذا المعرض آخر عمل يقوم فيه الفنان أبو سليمان الذي وافته المنية في العام التالي..

لقد طبقت شهرة أبي سليمان الآفاق، ولفت إنتاجه الرائع أنظار العالم وملوكه ..كما انه قام بصناعة طقم مكتب لإمبراطور ألمانيا غليوم، ومجموعة قطع أثاث فاخر للعديد من الشخصيات في كل من فرنسا وإنكلترا وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية..

وأخيراً
ألا يحق لهذا الفنان المبدع أبي سليمان الخياط، أن يوضع اسمه على قاعات المجلس النيابي (مجلس الشعب)، أن يوضع نصب تذكاري يخلد عمله في تزيين قاعات المجلس… أتوجه إلى المعنيين بالأمر لوضع صورة فناننا الكبير أبي سليمان الخياط مع لمحة عن حياته في مكان بارز في الأبنية الأثرية التي أبدع في تزيينها علنا نفي هذا الفنان بعض ما له علينا..
هذا هو أبو سليمان الخياط شخصية من بلدي والكثير منا لا يعرفه ولم يسمع به، ولكن عظمة أعماله شاهدة عليه..!!!

اقتباس النت

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.