مسرح معرض دمشق الدولي.. أقدم مسارح المنطقة العربية وبوابة مشاهير الطرب الأصيل

يعد مسرح معرض دمشق الدولي من أقدم مسارح الوطن العربي وشكل بوابة فنية مهمة على مدى سنوات لأهم الفنانين والمطربين والفرق السورية والعربية والأجنبية فكان مرافقاً لمسيرتهم الفنية أو منطلقاً للبعض منهم ومنبراً لانتشار أسمائهم وذيوع صيتهم كونه يستقبل زواره من مختلف أنحاء العالم. تم بناء مسرح معرض دمشق الدولي بداية داخل المدينة القديمة للمعارض وسط دمشق الممتدة من جسر فيكتوريا والمتحف الوطني حتى ساحة الأمويين بمحاذاة نهر بردى فكان مسرحاً كبيراً مكشوفاً يتسع لما يقارب 1778 شخصاً وذلك وفق مدير المعارض الداخلية بالمؤءسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية ورئيس لجنة الأنشطة والفعاليات الموازية للدورة ال59 من معرض دمشق الدولي محي الدين قويدر. وأوضح قويدر الذي كان مديراً للمسرح في مدينة المعارض القديمة في تصريح لمندوبة سانا أن المسرح كان معروفاً ببرنامج حفلات منظم يسمى /المهرجان الفني المسرحي/ تتنوع عروضه بين المسرحيات والحفلات الغنائية والمسرح الراقص مبيناً أن ميزة مسرح المعرض أنه استقطب فرقا فلكورية مهمة من بلدان عدة كانت مشاركة ضمن أجنحة المعرض بعرض منتجاتها الصناعية وبالتوازي كانت ترافقها فرق غنائية لعرض تراث بلادها مثل روسيا واسبانيا واليابان والصين وهنغاريا ومختلف الدول العربية. وشهدت خشبة مسرح المعرض وقوف عمالقة الطرب العربي والأجنبي عليها أمثال أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز وصباح فخري وكاظم الساهر ونصري شمس الدين وصباح وشادية ووديع الصافي ووردة الجزائرية ونجوى كرم ووليد توفيق والفنان العالمي ديميس روسوس بالإضافة إلى عروض لأهم الفرق المسرحية كعرض صقر قريش والعمل الملحمي التاريخي الكبير /الإلياذة الكنعانية/ لفرقة /إنانا/ للرقص المسرحي ومسرح غنائي كوميدي لفرقة /شكسبير فور كيدز/ وفرق جورجيا وأرمينيا وفنزويلا الفنية. ولا أحد ينسى اقتران فعاليات المعرض بصوت فيروز التي شاركت في العديد من دوراته حتى أنه وفق قويدر كانت توجد غرفة خاصة بالمسرح اسمها /ركن السيدة فيروز/ لاستقبالها فيها دائماً حيث قدمت الكثير من أغنياتها إلى جانب مسرحيات الرحابنة على خشبة هذا المسرح. وكان أول وقوف للسيدة فيروز على مسرح المعرض في دورته الثالثة بشهر أيلول من عام 1956 حيث قدمت خلالها بمرافقة فرقة الرحابنة الموسيقية وفرقة الدبكة الشعبية اللبنانية مجموعة من الموشحات الأندلسية مثل.. /جادك الغيث/ و /لما بدا يتثنى/ ثم مجموعة من ألحان عاصي الرحباني مثل /يسعد صباحك والمسا/ و /يا قمر أنا وياك/ و/ما في حدا لا تندهي/ وكان في مقدمة الحضور في تلك الحفلة المفكر والسياسي فخري البارودي. وفي الحفلات التالية للمعرض غنت عددا من الشآميات مثل /يا شام عاد الصيف/ و/شام يا ذا السيف/ و/أحب دمشق/ و/طالت نوى وبكت/ وقدمت عددا من المسرحيات مثل / جسر القمر/ و/الليل والقنديل/ و/بياع الخواتم/ و/هالة والملك/ و/صح النوم/ و/ناطورة المفاتيح/ و/لولو/ و/ميس الريم/ و/بترا/. ورغم أن المسرح كان من الأنشطة الموازية لفعاليات المعرض بكل أيام انعقاده إلا أن أهميته تأتي من كونه شكل “وسيلة دعاية مهمة للمعرض” حسب قويدر حيث كان المسرح يفتتح قبل أيام المعرض بأسبوعين أو أكثر وتقام عليه العديد من الأنشطة الفنية التي تشكل تمهيداً لعروض المسرح خلال أيامه كما أن أنشطة المسرح تبقى مستمرة بعد اختتام فعاليات المعرض لعدة أيام أخرى. وفي عام 2003 تم افتتاح المسرح الجديد للمعرض في مدينة المعارض الجديدة التي تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة دمشق على طريق مطار دمشق الدولي وهو مسرح مكشوف أيضا يتم تركيبه خلال فترة المعرض ويقدم مختلف العروض بالتوازي مع الحفاظ على فعاليات المسرح القديم ومنذ ذلك الوقت حسب قويدر ورغم انتقال فعاليات معرض دمشق الدولي الى المدينة الجديدة لكن المسرح في المدينة القديمة بقي “مستمراً بتقديم عروضه الفنية سواء مع أيام انعقاد دورات المعرض أو قبلها وبعدها بعدة أيام” وذلك حتى عام 2011. وكشف قويدر عن أن المهرجان الفني المرافق للدورة ال59 القادمة من معرض دمشق الدولي والتي من المقرر إقامتها في الفترة الممتدة بين ال17 ولغاية ال26 من آب من العام الحالي سيتميز ببرنامج خاص على مسرح مليء بالأنشطة الفنية والغنائية بالإضافة لمسرح راقص وعروض مميزة تليق بهذه الدورة التي تنعقد بعد انقطاع دام ل 5 سنوات.

سانا

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.