لعل أحد أهم الفروق بين العالم وغيره من الأشخاص أن الأحداث والمواقف التى قد تبدو عادية بالنسبة لغيره لا تمر عليه مرور الكرام بينما يلتقط منها فكرة معينة أو نظرية ما وقد تكون سببا فى ثورة علمية .
ويعد أحد هذه المواقف ما حدث مع العالم جلفانى فى القرن الثامن عشر حينما كان فى معمله بينما لامست ساق ضفدع شريحتين معدنيتين مختلفتين مما أحدث رعشة فى قدم الضفدع والتى ظن جلفانى فى البداية أنها تأتى من جسم الضفدع وسمى هذه الظاهرة “الكهرباء الحيوانية” , ولكن جاء بعد ذلك العالم فولتا ليوضح أن هذا التأثير جاء من المعدنين المختلفين والتى عمل فولتا بعد ذلك على تطوير ما سمى بخلية جلفانى نسبة الى العالم جلفانى .

العالم جلفانى وإبتكار الخلية الجلفانية

الخلية الجلفانية ومبدأ عملها

ومن هذا المنطلق ظهرت ” الخلية الجلفانية ” والتى تعتمد فى مبدأ العمل لديها على جزئين كل جزء عبارة عن معدن مغموس داخل محلول ملحى , كلا المحلولين متعادلان كهربائيا بحيث تتساوى الايونات الموجبة مع الايونات السالبة ولكن بعد حدوث الاكسدة والاختزال فإن جزيئات المعدن تتحلل أو تختزل إلى أيونات موجبة وأخرى سالبة وبذلك يصبح المحلول غير متعادل كهربائيا .
وبذلك عند توصيل كلا المعدنين بسلك فإن الالكترونات تنتقل من المحلول ذى الشحنة السالبة “المهبط” الى المحلول ذى الشحنة الموجبة “المصعد” حتى يصل إلى حالة التعادل الكهربائى .

خلية دانيال

ولعل القفزة النوعية فى إختراع البطاريات جاءت عام 1836 على يد العالم الانجليزى دانيال والتى عرفت ب ” خلية دانيال ” أو بطارية الجاذبية والتى تتكون من شريحة نحاس توضع فى أسفل وعاء زجاجى والتى تمثل المهبط او الكاثود ومن ثم يوضع محلول كبريتات النحاس حتى منتصف الوعاء , ثم يتم تعليق مصعد الالكترونيات وهو عبارة عن شريحة زنك ومن ثم يضاف محلول كبريتات الزنك ومن الملاحظ أن السائلين لا يمتزجان نظرا لإختلاف كثافتهما ولكن فى بعض الاحيان يتم وضع طبقة من الزيت كعازل بين الطبقتين وعلى الرغم من كفائة تلك البطاريات لكنها كانت تصلح فقط للإستخدام الثابت وذلك لأن تحريكها قد يؤدى الى خلط المكونات الداخلية لها .

أشكال البطاريات

إذا القينا نظرة على البطارية سنجد أنها تحتوى على قطبين أحدهما موجب (+) والقطب الاخر سالب (-) أحيانا تكون هذه الأقطاب على جانبى البطارية كما فى بطاريات العمود الجاف المستخدم فى الريموت .

وأحيانا تكون هذه الاقطاب على جانب واحد للبطارية كما فى بطاريات السيارات .
إذا قمنا بالتوصيل مباشرة بين قطبين البطارية بإستخدام سلك توصيل فإن هذا قد يسبب حدوث شرارة فى البطاريات الصغيرة بينما قد يكون خطيرا فى البطاريات الكبيرة , ولكن للإستفادة من البطارية يجب توصيل الحمل المراد تشغيله بين قطبى البطارية .