Cubans attend a ceremony marking the 50th anniversary of the death of Ernesto “Che” Guevara

كوبا تحيي الذكرى الـ 50 لرحيل تشي غيفارا

كوبا تحيي الذكرى الـ 50 لرحيل تشي غيفارا

وحضر الرئيس الكوبي راوول كاسترو تجمعا حاشدا عند ضريح تشي جيفارا في مدينة  سانتا كلارا الواقعة على بعد 300 كم شرق العاصمة هافانا، وجاء هذا التجمع  تتويجا لأسبوع من الرثاء لهذا الرجل الذي ساعد في الإطاحة بالديكتاتورية في كوبا وجلب فيدل كاسترو إلى السلطة، قبل تعرضه لكمين وإعدامه في بوليفيا يوم 9 أكتوبر عام 1967. 

وشارك أكثر من 60 ألف شخص في التجمع الذي جرى في ساحة الثورة بالمدينة حيث  يوجد تمثال برونزي لغيفارا.

وفي الطابق الأرضي من النصب التذكاري، يوجد ما يشبه كهف صغير يضم رفات غيفارا  و30 من رفاقه الذين سقطوا في بوليفيا والشعلة الأبدية، التي أضاءها الرئيس آنذاك فيدل كاسترو، في تحية للمقاتلين.

وولد غيفارا في مدينة روزاريو الأرجنتينية في عام 1928 وتدرب كطبيب وانضم  إلى التمرد الذي كان يقوده فيدل كاسترو في عام 1956 للإطاحة بالديكتاتور الكوبي فولغينسيو باتيستا ولعب دورا بارزا في انتصار المتمردين. 

 

وبعدما أصبحت كوبا تحت قيادة جديدة، غادر البلاد لمواصلة كفاحه ضد الاضطهاد، حيث توجه إلى الكونغو ومن ثم إلى بوليفيا، حيث تم نصب كمين له وقتل على يد مرتزقة. 

كوبا في الذكرى الـ50 لاغتيال جيفارا: لا يمكن الوثوق بـ”الإمبريالية الأمريكية”

YAMIL LAGE (AFP)
كوبا تحيي ذكرى 50 عاما على إعدام الثائر الأرجنتيني الماركسي أرنستو تشي غيفارا بمراسم رسمية وشعبية

وجهت كوبا الأحد انتقادات حادة الى “الإمبريالية” الأميركية أثناء مراسم تكريمها للثوري الأرجنتيني ارنستو “تشي” غيفارا في الذكرى الخمسين لمقتله في أدغال بوليفيا. وترأس الرئيس راوول كاسترو المراسم وسط حشد من 70 ألف شخص وفدوا إلى سانتا كلارا وسط البلاد في هذه المناسبة قبل أن يعطي الكلمة إلى نائبه وخلفه المحتمل ميغيل دياز- كانيل.

وألقى  دياز- كانيل كلمة حادة النبرة كانت لتلقى استحسان القيادي الثوري الارجنتيني الراحل وسط تشدد في العلاقات الكوبية الأميركية فرضه الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وتطرق نائب الرئيس الكوبي إلى حادثة “الاعتداءات” الغامضة على دبلوماسيين اميركيين التي أضرت بالعلاقات بين البلدين، مكررا قول غيفارا “لا يمكن الوثوق بالإمبريالية، ولو قليلا”.

كما وجه الحديث الى ترامب الذي كرر الجمعة انه لن يرفع ايا من العقوبات عن كوبا طالما لم تحل “الحرية السياسية التامة” على الجزيرة، وقال ان كوبا “لن تتفاوض على مبادئها وترفض الخضوع للابتزاز”. كما اغتنم هذا المسؤول المدني البالغ 57 عاما الفرصة للتنديد بـ”المصالح الامبريالية” التي تزرع بحسبه الاضطرابات في فنزويلا والتنديد “بالتهديدات والعقوبات الظالمة” الاميركية على ذاك البلد الصديق.

ورغم مراسم احتفال وجيزة استمرت بالكاد ساعة ونصف ساعة عم التأثر صباح الأحد مدينة سانتا كلارا الواقعة على بعد 300 كلم إلى شرق العاصمة وتعتبر “تشي” ابنها بالتبني منذ انتصاره الحاسم في كانون الاول/ديسمبر 1958 على قوات الديكتاتور فولغنسيو باتيستا (1952-1958).

وقال لويس مونتياغودو البالغ 79 عاما الذي شارك في حملة غيفارا في الكونغو وسط الحشد “بالنسبة إلي ما زال تشي حاضرا فعلا، في حياته وعمله ومثاله”. كما أكد استاذ التاريخ الأرجنتيني في قرطبة (غرب) دافيد ميترال الذي اتى للمشاركة في المراسم “مع ازدياد الوعي بشأن قيمة نضاله ومعناه، ينتشر مثاله وارثه حول العالم”.

تبدل الأزمنة

ضريح ارنستو ياميل لاج (اف ب/ارشيف)
ضريح ارنستو

في مؤشر الى تبدل الأزمنة نظمت هذه المراسم للمرة الاولى في غياب فيدل كاسترو الذي توفي في نهاية 2016، في المدينة التي ترقد فيها رفات قائد الثورة واثنين من رفاقه. لكن مقتطفات من خطاباته المخصصة لـ”تشي” بثت مع افتتاح مراسم التكريم.

وقال دياز- كانيل ان “فيدل وتشي سيبقيان حاضرين أبدا” موجها تحية لذكرى “هذين المثالين الراسخين”. كما يكمن التغيير الآخر هذه السنة في أن آخر حركتي تمرد يساريتين في القارة، “القوات الثورية المسلحة الكولومبية” (فارك) و”جيش التحرير الوطني” اللتين تستلهمان مبادئهما من “تشي” تحديدا، تقومان اما بتسليم السلاح واما بالتفاوض حول السلام في كولومبيا.

وأعدم جندي بوليفي ارنستو “تشي” غيفارا الذي كان في التاسعة والثلاثين من العمر، في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر 1967. لكن في كوبا يتم احياء هذه الذكرى سنويا في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر يوم القبض عليه في قرية في الانديس.

وستنظم مراسم الاثنين في بوليفيا بحضور ابناء “تشي” والرئيس البوليفي ايفو موراليس الذي اتهم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) هذا الاسبوع “باضطهاد وتعذيب واغتيال” غيفارا، مع نهاية الاشهر الـ11 للحركة الثورية التي قادها في بوليفيا.

وكانت جثة المتمرد الارجنتيني ألقيت في حفرة في بوليفيا وعثر عليها قبل عشرين عاما قبل اعادتها وسط مراسم تكريم الى كوبا حيث نظمت جنازة وطنية له.

ولد غيفارا في 14 حزيران/يونيو لعائلة بورجوازية ارجنتينية، ودرس الطب قبل أن يقوم بجولة على دراجة نارية في اميركا اللاتينية أدرك خلالها مدى بؤس السكان الأكثر فقرا في القارة، وخصوصا السكان الأصليون. في 1955 التقى غيفارا فيدل كاسترو أثناء منفاه في المكسيك، وانضم الى صفوف الثوريين الكوبيين في الحرب على باتيستا.

وبعد عشر سنوات، ابتعد عن كوبا والأخوين كاسترو لخوض معارك جديدة، لا سيما في افريقيا قبل انقطاع مساره الثوري في بوليفيا.

بمساهمة: ا.ف.ب

YAMIL LAGE (AFP) Cuban President Raul Castro at a ceremony marking the 50th anniversary of the death of Ernesto “Che” Guevara
YAMIL LAGE (AFP)
YAMIL LAGE (AFP) Daniel Ernesto, un des “Ernesticos” ainsi prénommés en hommage à Ernesto Che Guevara, à son domicile de Santa Clara, à Cuba, le 29 septembre 2017
YAMIL LAGE (AFP)

الميادين “في بيت غيفارا”

“المثقف الذي يلوذ بالصمت أكثر خراباً من النظام الديكتاتوري والقمعي الذي يمارس القتل ضدّ أبناء شعبه” (تشي غيفارا)، ولأننا مقاومون لن نلوذ بالصمت أمام أي دكتاتوري أو قمعي، تطلق الميادين تغطية خاصة في الذكرى الـ 50 لاغتيال الثائر الأممي تشي غيفارا بعنوان (مقاومتي لا تعرف حدوداً) تستحضر فيها ذكرى استشهاده ونضاله، لأنه كان رمزاً وينبغي أن يبقى كذلك.

“إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا”، وما أكثر الصفعات التي تلقاها الثائر الأممي أرنستو تشي غيفارا على عتبة كل حرب قامت وتقام في أروقة هذا العالم. الثائر الذي ولد في الأرجنتين في العام 1928 واغتيل قبل 50 عاماً في أدغال بوليفيا، عاش حياةً ثورية رافضة للظلم، لم يكن غيفارا مجرد طبيب، بل قائداً برتبة عقيد وشريكاً لفيدل كاسترو في قيادة الثورة في كوبا. وفي العام 1967 جرح غيفارا في واد يورو ببوليفيا، جُرّد من سلاحه واعتقل، ثم نُفّذ بحقه حكم الإعدام.

الفيلسوف “سارتر” قال عن تشي غيفارا إنه “أكثر الناس كمالاً في عصره”، وجاء في عظة تأبين قديس تقدّمي بالأرجنتين في العام نفسه الذي اغتيل فيه تشي غيفارا، “إن ثلثي الإنسانية من المضطهدين قد فُجعوا لوفاته. الثلث الأخير، لا ينكر أبداً في عمق روحه، بأن مستقبل التاريخ إذا سعينا إلى عالم أفضل ينتمي إلى تشي”. ما لم يتوقعه شركاء إعدامه، هو أن وجه أرنستو تشي غيفارا، سيحتل فيما وراء موته، مساحة غير منتظرة في قلب ووعي الشعوب وكذا تقدير القوى التقدمية. وهكذا كان.

في الذكرى الـ 50 لاغتيال الثائر الأممي تشي غيفارا التي تصادف الإثنين 9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تستحضر قناة الميادين ذكراه، فـ غيفارا ينتمي إلى عالم الجنوب الذي نحن جزء منه.. العالم الذي وقف في وجه الإرهاب، قاوم الاحتلال والامبريالية، وانتصر. غيفارا قال يوماً إن “أحلامي لا تعرف حدوداً”، ومن قوله تنطلق الميادين بعنوان تغطيتها لذكرى رحيله: “مقاومتي لا تعرف حدوداً“. من مبدأ الوفاء وإبراز ثقافة الرموز المقاومة تنطلق التغطية غداً صباحاً وتستمر حتى العاشرة ليلاً بتوقيت القدس الشريف، التغطية تتضمن مسيرة غيفارا ونضاله وكيف أثّر على حركات المقاومة، بالإضافة إلى إرثه في الوجدان العربي.


الميادين في بيت غيفارا

وتعرض الميادين في تغطيتها ندوة خاصة تتضمن عرضاً لـ”ميداني” تحت عنوان “في بيت غيفارا”، حول زيارات سابقة لوفد الميادين إلى كوبا. “في بيت غيفارا” صور حصرية تبثها الميادين بعد أن سمحت فيها عائلة غيفارا ولأول مرة لأحد بالدخول إلى مكتب غيفارا الخاص والركوب في سيارته الخاصة، كما أنها المرة الأولى التي تسمح فيها زوجته (السيدة اليدا مارش) أن يتمّ تصويرها. التغطية ستتضمن أيضاً تقارير وأراء من العالم العربي وضيوفاً ضمن نوافذ في النشرات الإخبارية، وندوة خاصة حول البعد المقاوم للمناضل الشهيد غيفارا.

الميادين نت و الميادين أونلاين على فيسبوك و تويتر سيكونان على تماس مع تغطية “مقاومتي لا تعرف حدوداً”، موقع الميادين سيعرض مواداً مختلفة تستعرض نظرية البؤر الثورية كما صاغها تشي غيفارا، وتقارن بينه وبين رموز المقاومة الحاليين كـ السيد حسن نصرالله، وتعمل على قراءة معمّقة لكتاب تشي غيفارا “حرب الغوار” الذي يقدّم فيه الأخير تجربته للثورة العسكرية كمبادئ ثورية وعسكرية للثوار، كما أطلقت الميادين الوسمين #مقاومتي_لا_تعرف_حدوداً و #قل_لغيفارا لإعادة إحياء ذكرى الثائر الأممي أرنستو تشي غيفارا.

فقرة ماذا ولماذا تستعرض أيضاً “صورة غيفارا الأيقونية التي أصبحت رمزاً للمقاومة”، و”رحلة الثورة من كوبا إلى بوليفيا” التي تلقي الضوء على حياته وأبرز البلدان التي عاش فيها ضمن “خريطة الثائر الأممي”.

كما تواكب صفحة الميادين الثقافية على تويتر التغطية بالتعريف بغيفارا الراوي والقاص وتأثير تاريخ الثائر الأممي في موسيقى أميركا الجنوبية.

 



المصدر : الميادين نت

تعليقات

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.