جهاد غميض …… الفـــن درب نحـــو طيـــف النـــور………. بقلم سلوى الديب

بأدواته البسيطة الورقة وقلم الرصاص رسم الحلم , بعيداً عن القيود بعيداً عن النمطية والرتابة , جرى الفن في عروقه برغم دراسته الأكاديمية لفرع علمي جامد الفيزياء والكيمياء, إلا أن روحه رفضت الجمود فجمح بالخيال من خلال لوحاته إنه الفنان جهاد غميض التقيناه في المركز الثقافي المحدث بحي الزهراء من خلال معرضه الفني الأول:

فأختار « لي دربي البسيط …ألاحق فيه طيف النور» عنوان لمعرضه الأول بالأبيض والأسود , فالرسم لديه موهبة وهواية وسبيل عذب , يروي بروحه حكايات يسكبها إبداعاً على الورق, برومانسية مفرطة استخدم الأبيض والأسود بدرجاته لإيمانه بأنهما وجهان للحياة , وتبدو الانثى طاغية في أعماله فهي الأم والحبيبة والابنة , فالمرأة رمز الجمال والانوثة والألم والرقة ومحرك الجمال وانعكاسه..‏

وهي مرآة الحزن الكبير الذي سيطر على قلوبنا نتيجة تلك الحرب الغاشمة فلفت جسدها بذراعيها , وأسندت رأسها على ساقيها اللتين احتضنتهما بذراعيها محاولة للهرب إلى ذاتها لمعرفتها بأن المنقذ موجود في داخل ذاتها , والمنقذ هي أعماقها الممتلئة بالحب والخير….‏

نلاحظ أن لوحاته تعكس الألم والتشرد الذي سكن الناس جميعاً وخاصة الأنثى بشفافيتها…. فعانت التشرد النفسي والفيزيائي .. التشرد الذي حرمها السعادة والحرب التي سرقت منها الفرح وابتسامتها….. فكيف لها أن تكون سعيدة فهي الأرض والوطن , والألم يرمي ظلاله حولها فتحاول أن تبعده حتى لو خبأت حزنها بين أضلعها…‏

ومن اللافت أن بعض اللوحات منقول عن لوحات عالمية مع وضع لمسات غميض وبث روحه فيها…‏

وبسؤال غميض عن طغيان حضور المرأة بلوحاته هل يعود لعلاقة أسطورية تربطه بوالدته فأجاب: جميل هذا الاسقاط على العلاقة بيني وبين أمي (رحمها الله) فأمي التي أوقدت أمامي شعلة الأمل وازالت من أعماقي عصارة الوجع وأحضرت ورود الزمن كلها حتى تتفقد ذلك الحبق الذي زرعته في وجداني…‏

الأم وطن والوطن أم…‏

وبسؤاله حضور الطفولة في لوحاته قال: قرأت في وجوه الزائرين انعكاس الأمل عند الوقوف أما لوحات الطفولة في أكثر من لوحة فهي أمل يزهر, رغم أن الطفولة حالياً في وطني (أمي) ظلمت خلال سنوات الحرب وفقدت براءتها وعفويتها فكبر هذا الجيل فظهرت الحياة وقد شاخت أمامهم نوعا ما ,فلم يتمكنوا من الاستمتاع بالفرح في أجمل مرحلة هي طفولتهم , وحاولت أن يكون الأمل قابعا في أغلب لوحاتي الأخرى.‏

أما ما رأيناه في لوحاته من الشجر والطير والموسيقا والتناغم بينها قال: الطبيعة هي الأنثى الثانية في لوحاتي …الطبيعة هي تلك الأم التي تلامس بسحرها قلوب أبنائها… لذلك عندما اجتمع البحر مع الأنثى شكلا ثنائياً فريداً من العطاء والحب…‏

وقداسة جمال البحر الذي لامس الأنثى حتى جعل اللوحة تنطق بذلك الدفء الذي يحمله هذا الثنائي رمز العطاء والحب والمقدرة أما بالنسبة للشجرة والارجوحة الموجودة في لوحتي فهي تعبر عن الأمل بغد مشرق أما الكمان المتجذر بالأرض يرمز للإنسان المتمسك بأرضه نرى أن من يحب وطنه يبقى متجذرا فيه مهما حدث.‏

و حب الإنسان السوري الأصيل للحياة والموسيقى والفرح أخيراً أبيض هو ما بدأت به ليمحو السواد الذي خيم علينا فالأبيض سيد الألوان…‏

وأخيرا : برغم بساطة أدواته فقد تميز بعمق المعاني فنرى المرأة الأم والمثقفة والحبيبة والابنة ونبع الحنان وكل الأشياء الجميلة, ولا ننسى ربطه في إحدى اللوحات بين القيد الذي تجسد باليدين الخارجتين من القضبان ليطعما عصفورا حراً يمتلك السماء ….‏

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=71700398820181204014606&fbclid=IwAR1JsXMwzrggDVtV4qbddkzVHBLKI1-V5heEzERZnjRv_qnTvZgt66mOIaY

الثقافة لارتقاء الإنسان في حمص ……………….بقلم سلوى الديب

«قمت بتأسيس مبادرة مئة كاتب و كاتب في دمشق الفريق التنموي التطوعي الذي يهدف إلى استقطاب الشباب وتنمية موهبتهم مهما كانت الموهبة متواضعة وشعار الفريق لا نريد أن نستضيف شاعراً ولكن نريد أن نصنع شاعراً ونستضيفه ولا نعني أن نصنع شاعراً وأن نخلق الموهبة ولكن أن نحيطه بعائلة أدبية،

نقوم بورشة أدبية مصغرة يمارس بها الكاتب هوايته وقمنا بعدة أمسيات واليوم بحمص ومقرنا الأساسي بدمشق ونقوم بنشاط كل شهر, والنشاط القادم سيكون في مدينة السويداء…» بهذه الكلمات تحدث جود الدمشقي خلال لقائه ضمن الأمسية الشعرية في مديرية الثقافة بحمص بمناسبة يوم الثقافة تحت عنوان: «الثقافة -لارتقاء الإنسان» منها: غمازة تتحول لجرف وفوقَ الجرفِ شلالٌ خفيفْ وبقربِ ذاكَ الجرفِ ياقوتٌ تعتق َ مثلَ أوراقِ الخريفْ بدأ بهذه الكلمات الأمسية جود الدمشقي بقصيدة غمازة وعدة قصائد أخرى منها:‏

إن فتّح الياقوتُ زُلزِلَ جرفُها‏

فتريك ظل الشمسِ من ثغرٍ لطيفْ‏

وتلوت تلخيصَ الحياةِ ببسمةِ‏

غمازةٌ قد لخصتْ خلقَ المخيفْ‏

قلبه ينفض عن نفسه غبار الركام بسبب تلك الجميلة إنه ابن 17 عشرة عاماً «أحمد المصري» قدم عدة قصائد منها خمس دقائق وبيسان:‏

هذي الجميلة في عينيها لي سرٌّ‏

لون الوجود ليس كالون المعتاد‏

وقلبي ما باله ينفض عن نفسه‏

غبار الركام ويعيد الشباب ويزرع الليمون‏\

وعدها ألا يحبها ورغم عنه لم يتصبر, خط حروفه بتأثر واضح من «نهاد بحبوح» بالشاعر الكبير نزار قباني ولالكن تلونت مشاركته بنبض قلبه منها ذوبي كالسكر وأذكرها:‏

مزَّقتُ قلبي و لم أسأل.. قلتُ..‏

كي أنساكِ أبكَر..‏

كسَّرتُ.. حطَّمتُ.. لم أتحَمَّل..‏

أما ممثل مئة كاتب وكاتب بحمص فهو «حاتم البيريني «شارك بقصيدتين هما لن أنسى, مواطن العشق:‏

زرعت وسط جفوني حبنا الأبدي‏

فأنت يا حمص يا أغلى من الولد‏

ما بال قلبك كالأموات مضطرب‏

ما بال حزنك لا يبقي على أحد‏

أما «هيفاء رائدة» من حماه كاتبة قصة فكانت ضيفة الملتقى فقدمت خاطرتين: معشوقتي سورية وخاطرة عن امرأة سورية مستوحاة من قصة امرأة في 75 من عمرها تجلس على مقاعد الدراسة.‏

وجه قلبه للصلاة أريحه والمرء معقود بها آمالُه حتى إذا خشع اكتمال تعفف بهذه الكلمات بدأ مشاركته محمد قاقا وله عدة مشاركات «الجوري, شهيد فجر»:‏

وأعود أرجو أن يعود وصالُه‏

متخبطاً بين الهُيام وعزتي‏

كالطفل لا يدري علام فصالُه‏

يبكي ويبكي كي يعود لرشفة‏

ولضمة الصدر التي تغتالُه‏

وطن أنا كم كان يخبرني بها‏

نصحتها وقالت أهمليه وأسلكي سبيل الظالمين فيه علَّه يعود راجياً أن تنصفيه حطمت صرح عاطفتي, هو حوار بين نور الهدى النكلدلي و صديقتها في قصيدة أهمليه:‏

بحر وبرّ.. خاشع وضال.. وطن وغربة‏

أحدهم يرفعه وآخر يحبطه..‏

وعلى روح واحدة.. يهبط‏

هذا منزلها وهذه جدرانها أول مكان نزلت فيه ومنه ستخرج بأكفانها بهذه الكلمات خاطبت منزلها «زينة الظلمة» ومن مشاركتها:‏

لله شوقي, فكيف أهديك للسفر‏

وأنت أغلى ما أملكه والبصر‏

ما كنت يوماً مثلهم‏

فكأنك ملاك ولست بشر‏

وأختتم الأمسية من مخيم اليرموك «شرف الدين رمضان» بصرخة وجع مما يجري في غزة وبكى قلبه بعده عن المخيم بقصيدة بعنوان موت غزة….‏

وأخيراً تنوعت المشاركات بين الجيدة وبين التي لا ترتقي لمستوى شعر وإنما محاولات نتمنى أن تصل قريبا لمستوى الشعر كون أغلب المشاركين طلاباً جامعيين.‏

وأقيم بالتزامن مع الأمسية معرض الصحف والكتب القديمة في صالة المعارض في المركز الثقافي العربي في حمص.‏

التقينا مع لطيفة البدر لتحدثنا عن النشاط: أقمنا المعرض بمناسبة ذكرى تأسيس وزارة الثقافة ضم أكثر من مائة عنوان لصحف محلية وعربية وصحيفة أجنبيه ودوريات وكتب قديمة تعود لعام ١٨٩٨ وحتى عام ١٩٨٠ أصبحت نادرة الوجود موجودة في أرشيف مكتبة المركز وسيستمر المعرض حتى نهاية الأسبوع.‏

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=50314848220181202215658&fbclid=IwAR2niseDW6mVef-8k37RcI2FcVcdy5yPuc6eipa9i5EkWdwwnMS237VqEAE

 

انتشار الرواية عبر الترجمة ومفاعيله………….بقلم سلوى الديب

سوق السرد
«هل يرى الناظر العربي أو الصيني أو الأفريقي أو البرازيلي , في محيط العالم أو هامشه الرواية , مثلما رآه هؤلاء الأوربيون؟ وهل من جديد يمكن أن نطلع به لو نظرنا من هذه الزاوية؟ أسئلة أجاب عليها الأستاذ ثائر ديب من خلال بحث بعنوان «انتشار الرواية عبر الترجمة ومفاعيله سوق السرد سنستعرض أبرز ما ورد فيها :


مقاربة
أجرى ديب مقاربة بين السوق الدولية الاقتصادية وسوق تبادل المنتجات الثقافية مثل الروايات حيث أن ثمة سوقاً دولية وعلاقات قوة تحكمها, وإن الترجمة بمعناها الواسع تشير إلى التفاعل الثقافي ,وقد رأى غوته «إن الأدب القومي لم يعد يعني الكثير هذه الأيام , لقد بدأ عصر الأدب العالمي, وعلى الجميع التعجيل بقدومه .
الأشكال السردية
من القرن التاسع عشر , تقريبا حتى ما بعد منتصفه , تطورت الأشكال السردية في مناطق العالم المختلفة باستقلال عن بعضها بعض , الأمر الذي يتضح من اختلاف السمات الشكلية ودلالاتها في كل من الرواية الأوربية التي نشأت في القرن الثامن عشر وما عاصرها من أنماط سردية عربية أو سواها , حيث يسيطر في هذه الأخيرة التناظر الذي يحيل إلى الديمومة والاستمرار والتكرار , وسيادة البطل الجماعي وكثرة الشخصيات المحيطة بهذا البطل …بخلاف الأعراف الشكلية في الرواية الأوربية حيث كسر التناظر , والبطل الفرد وإبراز تعاقب الزمن وإبرامه…. الخ


الترجمة
طوال فترة إقلاع الرواية الأوربية تظهر سبل الترجمة أن معظم البلدان الأوربية كانت تستورد نسبة كبيرة من رواياتها , في حين شكلت فرنسا وبريطانيا مجموعة لوحدهما ,ولم تستورد من بقية العالم سوى أقل القليل لأنهما كانتا تنتجان الكثير من الروايات ….
أما في العالم العربي , فثمة إجماع على أن الرواية دخلت سلسلة الأجناس الأدبية الموجودة قادمة من الغرب , وإن من وضع أسسها كما يقول يحيى حقي هم أشخاص تأثروا بالأدب الأوربي ,لاسيما الفرنسي…
يقول إدوارد سعيد « عرف الكتاب العرب الرواية الأوربية في لحظة وراحوا يكتبون أعمالا تشبهها» أما روجر آلن فأشار إلى ما كان من صلات متزايدة مع الآداب الغربية أدّت إلى ترجمة الأعمال القصصية الأوربية إلى اللغة العربية وما تلا ذلك من تبني هذه الأعمال ومحاكاتها …..
ولكن اللافت التوقف عن الاستيراد والمحاكاة والتشبه والتأثر بالآداب المستوردة عند حدود الوصف وتسجيل الواقعة دون التأمل فيما يدعوه موريتي «العلاقة بين الأسواق والأشكال» أو الذهاب فيها إلى النهاية …
الاستيراد


ويقول سيد البحراوي في معرض تقديمه رواية خليل الخوري «استفادت من مفهوم الرواية الأوربية في نمط بنائها للشخصيات المعمّقة , والعليا المركبة لنتائج الأحداث وفي اللغة الحديثة السلسة , وفي الوقت نفسه استجابت للذائقة الشعبية للقرّاء العرب من خلال التسلسل الحكائي للأحداث وتقديم العادات والتقاليد الشاميّة آنذاك …..
ولكن هذا الصدع بين ما هو أوروبي وما هو محلي , لا يقتصر على الرواية العربية , بل يتكرر في كل مكان من هامش النظام الثقافي العالمي و محيطه .
يرفع فرانكو موريتي ذلك كله لمرتبة قانون عام للتطور الأدبي: في الثقافات التي تنتمي إلى هامش النظام الأدبي (أي جميع الثقافات تقريبا) لا تنشأ الرواية الحديثة في البداية كتطور مستقل بل كتسوية بين تأثير شكلي غربي ومواد محلية .وعادة ما تمهد لهذه التسوية الشكلية موجة عارمة من الترجمات الأوربية الغربية …

http://ouruba.alwehda.gov.sy/node/274258?fbclid=IwAR3nNO0ZTUW4Vx8wnwK_8RH4o5KlHaA_P8PHwlJs2665p0hrERu3VYGiSnc

أضــــواء علـــى حيــــاة أحيقــار رمــــز الحكمـــــة……..بقلم سلوى الديب

تباينت رموز الحكمة بين الشعوب منهم من اعتبر بعض الحيوانات كالبومة رمزاً للحكمة, ومنهم من اتخذ أشخاصا رموزا للحكمة كأوشو وأفلاطون و أحيقار…

كان لنا لقاء مع الأديب الباحث فيصل الجردي Faisal Aljord في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص بمحاضرة بعنوان «أحيقار رمز الحكمة الآشورية» سنقطف زهرات منها:‏

أخذوا اسمهم من إلههم الكبير آشور, أحيقار كان وزيراً ومسار ً لملك آشور «سنحاريب», وكان حكيماً عظيماً ذا مال وفير ومعرفة ورأي وتدبير, لكنه لم ينجب أولاداً فتزوج عدة نساء لكن بقي دون وريث فكان كثير الهمّ حتى استشار المنجمين والعرافين فأشاروا عليه أن يذبح للآلهة ويقوم بأفعال الخير, لكنه لم ينل مبتغاه, وتضيف النصوص السريانية أنه هجر الوثنية إلى عبادة الإله الواحد لكنه لم يرزق ولداً.‏

إلا أنه سمع صوت الرب يوماً يقول له خذ نادان ابن أختك و اجعله وريثاً, علمه علمك ولقنه حكمتك, فأخذ نادان وكان رضيعاً فاعتنى به ورعاه حتى شب فعلمه القراءة والكتابة والأدب والفلسفة والعلوم, وبعد سنوات كبر وشاخ أحيقار فأشار عليه الملك أن يعين من يخلفه بمنصبه, فأحضر نادان للملك فأعجب بأدبه وحكمته فوافق على تعيينه خلفاً لأحيقار, عندها أخذ أحيقار يبذل النصح له ويطلعه على أسرار النجاح في مهمته ساردا له تجاربه,‏

وتنازل له عن وظيفته والجزء الأكبر من ثروته من شدة محبته له, لكن أماله خابت بتصرفاته الطائشة, حتى اضطر أحيقار أن يعاقبه باسترداد الميراث ومنحه لأخيه الأصغر فيحقد نادان على خاله أحيقار ويضمر له العداء ويدبر خطة للإيقاع به.‏

فقام بدس خطابين موقعين باسم أحيقار موجهين إلى ملك الفرس وفرعون مصر ليظهر أحيقار خائنا لوطنه وملكه,إذ يطلب من الملكين المجيء إلى آشور لكي يستلما المملكة من دون حرب, ليقعا في يد الملك ضمن خطة مدروسة, ويزَّور نادان خطاباً ثالثاً موجهاً من الملك إلى أحيقار يطلب إليه جمع العسكر ويحضر معهم إلى موقع معين, لينفذ الأمر ويقع في المكيدة وتثبت التهمة عليه فيصدر الملك أمراً بالقبض عليه وقطع رأسه.‏

وتشاء الصدف أن يكون أحيقار قد انقذ من الموت سابقا الرجل الموكل بإعدامه, فيدبر السياف هو وامرأة أحيقار أمر نجاته وينفذ الحكم بأحد المحكوم عليهم بالإعدام…‏

وتمر السنون ونادان مكان خاله مستشاراً للملك لكنه غير متزن وضعيف الرأي فيستغل فرعون مصر الفرصة لإحراج ملك آشور فأرسل إليه رسولاً يخيره بين أمرين: إما أن يرسل له من يبني له قصراً في الهواء فتدفع له مصر الجزية ثلاث سنوات أو يعجز فيدفع الجزية لمصر ثلاث سنوات, فجمع الملك العلماء والحكماء والعرافين فعجزوا عن الأمر وكان نادان أشدهم عجزاً, فيندم الملك على قتل أحيقار الحكيم ويطول حزنه حتى يمثل السياف بين يديه ويصرخ بأنه أبقى على حياة أحيقار اعترافاً له بالجميل.‏

فيستدعي أحيقار ويعرض عليه رسالة فرعون مصر, فيعد أحيقار نسرين كبيرين وغلامين وشريطين طويلين من القطن طول كل منهما ألف ذراع و يربط النسرين بالشريطين ويدرب الغلامين, فيعترف لأحيقار بالنصر…‏

فيعود أحيقار إلى بلاده معززا مكرماً وكأنه منقذ البلاد وينتقم من نادان فيربطه بسلسلة من حديد ويلقيه في مكان مظلم ويؤنبه بكلام حكمة قاس حتى انتفخ نادان وانفجر ميتاً, من بعض أقوال أحيقار لابن أخته نادان:‏

– يا بني كنت لي كمن رشق حجراً إلى السماء, ولكن لم يصل إليها, إنما بعمله هذا يكون قد أخطأ مع الله.‏

– كنت لي مثل من رأى رفيقه يرتجف من البرد فصب عليه قربة ماء بارد.‏

– يا بني لقد كنت لي كأسد ربط إلى جانب ثور فالتفت الأسد إليه ومزقه.‏

تعتبر تعاليم أحيقار لنادان من عيون الحكمة, وهي تدل على سعة الأفق وعمق النظرة الفلسفية إلى الحياة.‏

وكان أحيقار كما تدل أقواله قد توصل بعقله وفؤاده إلى الإيمان بالإله الواحد.‏

واختتمت المحاضرة بنقاش قيم أغنى المحاضرة وبحضور كثيف من المهتمين.‏

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=72169591220181128213920

قــــــراءة في أعمـــــال الروائــي عبـد الغنــــي ملـــوك…..بقلم سلوى الديب

قرأت جميع أعمال الروائي الكبير عبد الغني ملوك Abdoul Ghani Mallouk(مرايا النهر – ثلاثية مجامر الروث – جسر على نهر جاف – أحلام الذئاب…),

فوجدت خيطاً مشتركاً يربط فيما بينها, هو توظيف العمل الروائي لما فيه خير وصلاح الإنسان..‏

هكذا بدأ القاضي مالك أمين مالك رضوان أمين محاضرته في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص بعنوان «منظومة العقل والعدالة والمعرفة في أعمال الروائي عبد الغني ملوك» سنقتطف جزءاً منها: وقد لفت نظري آخر رواية له التي تحمل اسم (أواخر الأيام), ومن المعروف أن أواخر الأيام هي الأيام التي يسيطر فيها على الإنسان من اليأس والضعف وانتظار ملك الموت..‏

تميزت رواية أواخر الأيام وخلافاً عن الأعمال السابقة, بأن الروائي بحث وبعمق في حديث النفس وشهواتها, كما بحث في حديث الروح ومعاناتها, وآلامها, وآمالها, وحاجاتها, في هذه الرواية غدا هذا الحديث أكثر إمتاعاً وحيوية وإثارة من الحديث عن الوقائع التقليدية, وقائع القتل والجنس والعمل والتجارة, لقد أبدع في الحديث عن ثنائيات الحياة الإنسانية, لقد تحدث عن الظلمة والنور, والحكمة والجهل, والأمل واليأس, والقوة والضعف, والهدم والبناء, والفضيلة والرذيلة, كانت الرواية عالماً مليئاً بالأفكار والحكم والصور المضيئة, لقد ضخ المؤلف الأمل في النفوس اليائسة, وفي الأرواح المتهاوية, يقول لنا: إن باب الأمل, باب مفتوح غير مغلق.‏

إنها رواية تُصَوِّرُ لنا ببراعة حياةً جديدةً, لمن يعتقد أن لا حياة له حتى ولو كانت في أواخر أيامها, وقد تضمنت الكثير من الفكر والعبر أهمها:‏

– إن الإنسان إذا قضى حياته وهو يؤمن بأنه من تراب وستكون نهايته إلى التراب, سيعيشها بشكل مختلف تماماً عما لو كان لا يؤمن بذلك, لهذا تحول نمط حياة عبد الغني بإعماله العقل من نهج والده المادي إلى نهج جديد يجمع المادة والروح معاً.‏

– إن الحياة الرغيدة المليئة بالملذات والمسرَّات حتى لو كانت مشروعة, لا تجعل الحياة سعيدة, ما لم يكن الإنسان مشبعاً بالحاجات الروحية, مثل الشعور بالحب والخير والتعاون وتذوق الجمال والموسيقا والفن والأدب.‏

– إن الأصل أن تأخذ العدالة مجراها, وإن العدالة تنصف بالعقاب أو بالثناء فلكل إنسان حسب عمله.‏

– إن العلم والمعرفة والمعلومات الصحيحة خاصة إذا اتصفت بالصبغة الأكاديمية والخبرة الفنية, تكون الأساس في تحقيق الأهداف والغايات والأعمال المفيدة في الحياة.‏

– إن الالتزام بالضوابط القانونية والأخلاقية شرط لازم ولا غنى عنه لصلاح النفس على صعيد الفرد والمجتمع.‏

– إن العمل الجاد, والصبر, والإرادة القوية, من أهم المستلزمات الضرورية لتحقيق الأهداف.‏

من خلال القراءة العميقة والمتأنية للوقائع والأحداث, ودراسة النماذج الإيجابية لأبطال الروايات, نجد أن الروائي يدعونا إلى أن نفكر بشكل منظوماتي أي: إعمال العقل وامتلاك العلم والمعرفة والمعلومات والإرادة الصلبة لتحقيق الأهداف وتحري الحقيقة والإيمان المطلق بالعدالة والالتزام بالقواعد القانونية والأخلاقية.‏

فإذا فعلنا ذلك كانت قراراتنا وتصرفاتنا صحيحة ونافعة, واستطعنا تحقيق أهدافنا, وإيجاد الحلول لمشاكلنا, وهذا ما جرى لأبطال الروايات جميعها.‏

أخيراً: كانت المحاضرة ممتعة بسرد تفاصيل الرواية والغوص في أعماقها بأسلوب احترافي شدَّ الحضور.‏

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=72169591220181128214236

 

ازدهار ناصر.. الفـــــن.. بلغــــــة الإشــــــــــارات البصريـــــــة…..حاورها سلوى الديب

الإبداع ينتج عنه التميز، والطموح الداعم الأول للإبداع.. فلا تميز بدون إبداع, والإبداع يفنى ويموت بلا طموح وأديبتنا الفنانة رسمت خطاها في طريق الإبداع فهي شاعرة ورسامة مبدعة, ازدهار ناصر كانت لنا وقفة معها لنسلط الضوء على إبداعها من خلال هذا الحوار الشيق:

– الرسم حالة إبداعية تتجردين من الواقع خلالها ماذا يعني لك ؟‏

— الرسم هو الأصالة و الهاجس الوحيد وليس التفرد, ليس من الصعب ان يكون الإنسان متفردا أو ذا اسلوب خاص, ولكن إلى أي مدى يعيش هذا التفرد بصدق؟‏

أنا أريد أن أتمثل بصدق عروبتي وأصالتي إلى جانب معاصرتي وأعيش طموحات وتطلعات أمتي وأبحث بحثي الخاص في هذا المجال, ولا يهم كثيرا أن أكون متفردة ليس الأمر خياليا بعيداً عن واقعنا الذي نعيشه, بل هو منتزع من صميم واقع يحمل المزيد من تطلعاتنا المعاصرة كما يحمل خصائص مرحلة نعيشها بكل آمالها وطموحها ونكساتها لكنها مفعمة بالأمل والحب ويرتبط هذا الأمل بالجذور التاريخية العميقة التي تعطينا الثقة بالمستقبل طالما أننا نعيش ونعمل لتجديد الحياة وندفع عجلة الحضارة خطوة إلى الأمام.‏

لكي يصبح الإنسان مبدعا ينبغي أن يتحكم بالتجربة, ويحولها لذكرى ويحول الذكرى الى تعبير والمادة إلى شكل, ويجب أن يعرف حرفته وأن يحبها وأن يفهم كل قواعدها وتقنياتها وأشكالها وشروطها فالمبدع الهاوي يخدم الإبداع الحقيقي الذي بدوره يخلق في لحظته التاريخية لحظة انسانية لا يقلل من استمراره عبر صراع الطبقات علما ان اللحظة التاريخية قياسيا هي عبارة عن مئة سنة تظهر عبر الاجيال.‏

نظن أحياناً أن الأشياء القديمة منسية وكأنها لاوجود لها عبر الزمن ولا تأثير لها علينا ولكن هذه الأشياء أو الأحداث المتراكمة فجأة تطفو على سطح الشعور كما يطفو الزيت فوق الماء فتذوب في أعمال الفنان أو المبدع كما يذوب السكر في الماء وذلك تبعا للوضع الاجتماعي وحاجات الطبقات الصاعدة أو المنحدرة, فتعود الأشياء الكامنة أو المفقودة للظهور لتستيقظ من جديد.‏

– ماهي أبرز المحطات خلال مسيرتك الفنية؟‏

— تتعدد المحطات بتعدد اللوحات التي قمت برسمها فكل لوحة رسمتها هي حالة فريدة من نوعها, واللوحة او النص الأدبي دائما وأبدا هما عبارة عن حالة من الحالات التي تتبدل في كل لحظة حسب تبدلات الانعكاسات الخارجية المولدة لهذه الحالة التي تذوب ذاتية الكاتب الشاعر أو الفنان في أعماله كذوبان السكر في الماء.‏

إن الفنان أو الأديب لا يستطيع الخروج عن ذاتيته التي تذوب في أعماله مهما حاول مواربتها وإخفاءها فهي ستطفو على سطح أعماله, وإن الصدق هو المعيار وهو نقطة التوازن.‏

– هل تؤثر البيئة الفنية وتكون محفزة على الإبداع وهل تعيشين ضمن بيئة فنية ؟‏

— نعم اعيش ضمن بيئة فنية فوالدتي تحب الرسم وكانت محفزاً دائما لنا ويسير أخي وأختي وابنتي على نفس الدرب.‏

– من خلال متابعتنا تتبعنا مسيرتك الإبداعية نلاحظ أن مشاركاتك جماعية دائما فما السبب ؟ وما هي أبرز المعارض التي شاركت بها؟‏

— نعم, تتسم مشاركاتي بأنها جماعية اما السبب فيعود الى ضيق وقتي وانشغالي بواجباتي تجاه عائلتي وأولادي مثلي مثل أي انثى في بلدي فأنا الأم والزوجة وما يترتب على ذلك من مسؤوليات..‏

وباعتبار أن اللوحة هي رسالة بلغة الإشارات البصرية موجهة للمتلقي فأنا بدأت ابث رسائلي الوجدانية ومفهومي الثقافي الآن بعد ان كبر أولادي, بدأت انطلاقتي الفردية وها انا أُعدُ الآن لمعرض فردي مميز يجمع بين خبرتي في الحياة وبين تقنية جديده ترفد التطور في مجال الحركة الفنية.. وهي لوحتي (الكون والتكوين) التي شاركت بها في ملتقى اغافي مع الفنانين اللبنانيين والسوريين في رسالة نوجهها للعالم بأن سورية مازالت بخير.. وكانت مشاركتي بهذه اللوحة مختلفة ثنائية الرؤية بلونيها الأسود والأصفر حيث تدل ألوانها على الليل والنهار, تتكلم عن ثنائيات الوجود في تكوين الكون بفلسفة خاصة, ومفهوم ليس احاديا للحياة حيث انطلقت ذاتيتي ومفهومي المعرفي من خلالها و بما ان الكون مبنيّ على الثنائيات في الوجود من خير وشر سالب وموجب ذكر وانثى… الخ.‏

هذه اللوحة تعتبر إعجازا فنيا حيث يمكن رؤيتها حتى في الظلام هي آخر اعمالي وابرزها في نضوج فكري يتزامن مع نضوج تقني لإيضاح الفكرة.‏

– حصلت على شهادات تقدير وجوائز هل يمكن أن تحدثينا؟‏

— حصلت على شهادات تقدير عدة أهمها من مصر الشقيقة وجائزة أخرى اعتز بها جائزة في مسابقة أديب النيل والفرات بعد أن حصلت على الدرجة الأولى عن مؤلفي قصد وقصيدة ورؤية سيميولوجية الذي تناول بعض اللوحات والنصوص الأدبية بطريقة التحليل والتركيب للوصول إلى العمق في المضمون وإلى عمق الحالة التي كتب بها النص أو رسمت بها اللوحة الفنية باعتبار ان اللغة و اللوحة هما عبارة عن إشارات تشبه إشارات المورس.‏

أخيراً‏

ازدهار ناصر تدّرس في جامعة تشرين اللاذقية بكلية الهندسة المعمارية و كلية التربية لقسم الاقتصاد.‏

وهي عضو مكتب في اتحاد الفنانين التشكيليين وشاركت بالعديد من المعارض المحلية ومهرجان المحبة والسلام شاركت بموسوعة البصمة للفن التشكيلي بمصر وبديوان شعراء وأدباء منارات/ سورية/.‏

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=29402974120181125215020

 

أهل للوطن.. بلسمة للجراح وتحفيز للإبداع………….رؤية سلوى الديب

عندما يحمل قلبك وجع الإنسانية ويتخضب بمآسي الوطن, ويلثم جراح وطن مكلوم نكون أمام برنامج بعنوان (أهل للوطن) على الفضائية السورية للمقدمة والمذيعة ريم جمعة وفريقها,

بمحاولة حثيثة لبلسمة جراح الوطن حاملين رسالة اجتماعية إنسانية لتحفيز الإنسان بكل حالاته مبدعاً ومحتاجاً مع جهد واضح لدفع المؤسسات والجمعيات الأهلية للمبادرة للإسراع في تلبية استغاثة بعض الحالات..‏

البرنامج إعداد وتقديم: ريم جمعة وتحقيق وريبورتاج علا قضماني، ومونتاج: هدى خطاب، وإخراج: حمزة حمزة.‏

تناولت فقراته الجرحى الذين تحدوا إصاباتهم ولم يتوانوا في إيجاد وسيلة للخروج من أزمتهم وإيجاد وسيلة للحصول على مصدر للرزق, ولم ينس البرنامج أصحاب الاحتياجات الخاصة الذين تجاوزوا إعاقتهم….‏

فاستقبل البرنامج والدة الشهيد حسن ونوس السيدة إلهام وسوف الذي استشهد أثناء محاولته إنقاذ طفل في منطقة جسر الشغور في 22/5/2015,حيث حولت قربانها لأدب ووجعها لعطاء, فتحدثت بقلبها وليس بلسانها عن طفولته وحتى لحظة استشهاده فأرادت أن توثق حالة حسن من حصاره ورسائله ككثير من الشهداء, فوثقت الفترة التي عاشها في كنفها, وعن حلم كان هاجسها مثل كل الأمهات أن يكمل دراسته, فوثقت في كتابها آلام أمهات الشهداء في هذه الحرب وصمود سورية الشجرة الراسخة التي كسرت أغصانها, فتناولت جمعة بعض المقتطفات من كتابها..‏

حيث بدا الجهد واضحا في الإعداد والإخراج من خلال تقديم بانوراما شاملة عن حياة الشهيد وشهادات أصدقائه وذويه فتناولوا ذكرياتهم معه, فظهر غنى البرنامج بالمعلومات من خلال الريبورتاج الداعم لكل ما يطرح من أفكار, وتألقت جمعة بخفة ظلها وابتسامتها القريبة من القلب وصوتها الدافئ وبراعتها في الحوار…‏

التقى البرنامج مع الجريح المصور عيسى علي جان, فتحدث زملاؤه عن ما يحمله من طاقة وروح عالية وتفان بالعمل, وكيف تم استهدافه وإصابته وعرض البرنامج كيف وثق أصدقاؤه إصابته في داريا, تحدثت والدته عن إرادته القوية ورغبته بالشفاء للعودة للعمل من جديد ومثابرته على المعالجة الفيزيائية…‏

وسلط البرنامج الضوء على حسين محمد لحن ورجع صدى من ذوي الاحتياجات الخاصة, الذي أبى أن يؤسرَ بقيد الإعاقة وقرر أن يحلق عالياً ليفتش عن فرصته في الإبداع والتميز, فتناول الريبورتاج زيارة لمعهد الأمل لذوي الاعاقة الحركية الذي يقوم حسين بتعليم الأطفال فيه الموسيقا, فأشار المايسترو نزيه أسعد إلى أن حسين بخبرته التراكمية التي يمتلكها يقوم بزراعتها لدى نفوس الأطفال حيث سيكون لدينا بعد عشر سنوات جيل لامع موسيقيا, ولدى حسين محاولات لتوزيع أغاني أم كلثوم وفريد الاطرش ومحمد عبد الوهاب بطريقة عصرية, حيث يمتلك حسين حسا عفويا ومقدرة على توزيع وتمييز المقامات الموسيقية سماعياً..‏

ومن القضايا التي طرحت قضية الطفلة شهد 13 سنة من قرية بري الشرقي السلمية حماه, تعاني من شلل دماغي وتحتاج إلى معالجة فيزيائية ودعم, تمتلك روح التحدي برغم إعاقتها تتابع دراستها ولا تتوانى عن محاولة المشي ووالداها لم يوفرا جهدا لعلاجها حتى بدأت تتحسن وهي تذهب يومياً إلى المدرسة سيراً وتستثمر كل ما لديها من طاقة لتكون من الأوائل على أمل أن تصبح طبيبة أطفال..‏

قامت المعدة بالتواصل مع العديد من المسؤولين بهدف مساعدة هذه الحالات الإنسانية وتقوم جمعة على متابعة الحالة حتى حل المشكلة ولو جزئياً بمساعدة فريق عملها ومجموعة متطوعين..‏

ويقوم البرنامج باستقبال المبدعين وتسليط الضوء على نتاجهم الأدبي أو الفني مثل الشاعر حسان اليوسف..‏

أخيراً‏

ريم جمعة: معدة برامج ومحاورة قدمت على شاشة تلاقي ولمدة ثلاث سنوات برنامج قيد الإرسال ومن خلاله قدمت مئات الحلول للسوريين باحترافية عالية, وقامت بتدريب نخبة من طلاب كلية الإعلام في إذاعة دمشق على فنون الإلقاء والتقديم الإذاعي بإدراك منها بأهمية اللغة العربية الفصحى..‏

http://thawra.sy/_archive.asp?FileName=51253768020181120234024&fbclid=IwAR2puGDWXadQD63dEM9hhA_ZxtsjY79KV4cI_lC3UB3H80ItubyH-kC_EsY

 

التناص في الشعر العربي الحديث والمعاصر……بقلم سلوى الديب

مارس الشعراء العرب منذ العصر الجاهلي التّناصّ, إذ تفاعلت نصوصهم مع نصوص غيرهم, وعرف النقد الأدبي العربي القديم مجموعة من المصطلحات النقديّة التي تقترب جدّاً من مفهوم التّناصّ, منها الاقتباس والتضمين والمعارضة والنقيضة والسرقة الأدبيّة وغيرها.. هكذا كانت بداية محاضرة الباحث ‏د.جودت إبراهيم‏ ‏‎

في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب سنورد مقتطفات منها:

قمنا في هذا البحث بدراسة التناص في أعمال خمسة عشر شاعراً راعينا في اختيارهم أن يمثلوا أكثر البلدان العربية خلال القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين ومنهم نزار قباني وأدونيس (سورية) وإلياس أبو شبكة وإيليا أبو ماضي والأخطل الصّغير (لبنان) وبدر شاكر السيّاب (العراق) ومحمود درويش (فلسطين) وسعاد الصّباح (الكويت) وعبد العزيز المقالح وعبد الله البردوني (اليمن).‏

في الشّعر العربيّ الحديث‏

كانت آليّة التّناصّ الغالبة في هذا الشعر استلهام دلالة النص الشعري وتحويرها بما يتناسب و مقصديّة الشاعر، وبذلك تقوم علاقة النصّ الشّعري مع النص الغائب على أساس الامتصاص يقول نزار قباني بقصيدة «غرناطة»:‏

عينانِ سوداوانِ.. في حجَريهما‏

تتوالدُ الأبعادُ من أبعادِ‏

هـل أنـت إسبانيّةٌ؟ ساءَلّتهـا‏

قالت: وفي غرناطةٍ ميلاديْ‏

ودمشقُ أينَ تكونُ؟ قلتُ تريْنَها‏

في شَعْرِكِ المنسابِ نهرَ سوادِ‏

وهذه القصيدة مستوحاة من قصيدة عمر أبو ريشة «في الطائرة»:‏

فتبسمتُ لها فابتسمتْ‏

وأجالتْ فيَّ ألحاظاً كسالى‏

قلتُ يا حسناءُ من أنتِ ومِنْ‏

أيّ دوحٍ أفرع الغصنُ وطالا؟‏

وأجابتْ: أنا من «أندلسٍ»‏

جنّةِ الدنيا سهولاً وجبالا‏

فقد استلهم نزار هذا النص الذي يتحدث عن لقاء الشّاعر عمر أبو ريشة بفتاةٍ أندلسيّة وأعاد إنتاجه بشكلٍ أقرب إلى المحاكاة، مع محاولةٍ منه للتميّز الأسلوبيّ عن النصّ الأول.‏

ولم يتأثر الشاعر بدر شاكر السيَّاب بالشعراء المعاصرين في الغرب فحسب بل أيضاً بالشعراء العرب ممن كانوا معاصرين له ومنهم جبران خليل جبران، يقول السيَّاب في قصيدة (يا غربة الروح) (1963):‏

الحبُّ ليس انسحاقاً في رَحَى الجسد‏

ويُذكّرنا هذا البيت بالشاعر جبران خليل جبران الذي كان يركّز على الجانب الرّوحي في الإنسان أكثر من الجانب المادي، ويدعوه إلى تلبية احتياجات روحه أولاً، فيقول:‏

وَالحُبُّ إِن قادَتِ الأَجسامُ مَوكِبَهُ‏

إِلى فِراش مِنَ الّلذاتِ يَنتَحـرُ‏

وَالحُبّ في الرُّوحِ لا في الجسم نَعرفُهُ‏

كَالخَمرِ لِلوَحي لا لِلسّكر تنعَصرُ‏

فيُنتج بيتاً جديداً يناسب مقاصده، مع بقاء معناه رديفاً لمعنى بيتي جبران. ويتناصُّ السيَّاب مع الشاعر أحمد شوقي بقوله في قصيدة (في يوم فلسطين):‏

اليومَ يحطّمُ كلُّ شعبٍ ثائرٍ‏

سودَ القيودِ بضحكةِ استهزاءِ‏

ويدٍ يفرُّ البغيُّ مِن هزاتِها‏

حمراءَ ضرَّجها دمُ الشهداءِ‏

وهذان البيتان مُقتبسان من بيت شوقي:‏

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بـابٌ‏

بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَـةٍ يُدَقُّ‏

فالسيَّاب اجتر ثلاث علامات لسانية من بيت شوقي وهي (يد، حمراء، مضرّجة) فأجرى تغييرات طفيفة لم تؤثر في الدلالة أو المعنى فهذه اليد المصبوغة بدماء الشهداء عند شوقي هي التي ستفتح باب الحريَّة، وكذلك عند السيَّاب هي التي ستحطّم القيود وتطرد الأعداء، فنصّ السيَّاب لم يخلق شعريّة جديدة خارج حدود شعريّة نصّ شوقي.‏

والشاعر قاسم حدّاد قد تأثر بأعلام الشعر من معاصريه مثل بدر شاكر السيّاب, ومحمود درويش, وأدونيس، ونزار قباني..‏

التّناصّ مع الشعر الحديث انصهار شخصية المبدع فيما يقدمه من إبداع ويعكس ارتباط المبدع بالشعراء الآخرين ويبدو أنَّ أكثر مظاهر التّناصّ مع الشعر الحديث فاعليّة في عمليّة الإبداع تتمثل في تشكيل بنيات داخليّة في النصّ قد تميل إلى التماثل والتآلف أو التخالف والتناقض، فقد يكون من أهداف التّناصّ توثيق دلالة محددة أو نفيها، أو توكيد موقف وترسيخ معنى، وبالإجمال إنتاج دلالة مؤازِرة للنص في حالتي قبوله ورفضه بالتّضمين الصريح أو بالتلميح و التّناصّ مع الشعر الحديث لا يكون تقنية جمالية إلا بتوافر ركيزتين تعملان في إطار التعالق، أي علاقة النصّ بالنّصوص الأخرى، وإطار التحويل..‏

واختتم المحاضرة بقوله: أن التداخلات الشعرية قد تكون جيدة وقد تكون رديئة بحسب إبداع الشاعر.‏

وأخيراً: كانت المحاضرة مميزة بحضورها وغنية بمعلوماتها وبدا الجهد وضحاً في المحاضرة التي ألقاها الدكتور جودت.‏

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=94012670820181123004715

النبع والبحر.. يمشيان بدلال…………بقلم سلوى الديب

نشطت الترجمة في مجال الأجناس الأدبية عن اللغات الأخرى في القرن التاسع عشر, منها ترجمة الشعر لسليم البستاني ملحمة هوميروس, وقصائد لألفونس دي لا مارتين و فيكتورهيكو، وكذلك بعض المسرحيات الشعرية للفرنسي راسيو والانجليزي شكسبير..

فكان لنا وقفة مع مقتطفات من الشعر المترجم عن الفرنسية والانكليزية للدكتور قصي أتاسي والأديبة عفاف خليل في مديرية الثقافة بحمص بالمركز الثقافي العربي بحمص سنقتطف منها بعضها:‏

 

بكلمات كالسحر باللغة المحكية بدأت مشاركتها الأديبة عفاف خليل وهي رسالة تلقتها صباحاً من ابنتها التي تدرس في حلب بمناسبة ذكرى مولدها وهي أجمل هدية تحصل عليها, ثم قامت خلال مشاركتها بقراءة قصيدة للشاعر الرومانسي الإنكليزي اللورد بايرون واسمه جورج جوردن 1824 /1788 باللغة الإنكليزية ثم ترجمتها للغة العربية بعنوان تمشي بدلال «ها هي تتهادى بجمالها البهي مثل ليلة مرصعة بالنجوم في سماء صافية…..» وقصيدة ثانية للشاعر ووردت وورث 1770 – 1850بعنوان أزهار النرجس «نعم إنها مسحة من جمال رائع هي الفرح الأبدي وهي كلما ازدادت رقة اقتربت من عالم الخلود…».‏

صدرت للدكتور قصي الأتاسي مجموعة شعرية من روائع الشعر الفرنسي شارك خلال الندوة بقصيدة بعنوان الخريف للشاعر الفرنسي شاتو بريان قرأها باللغة الفرنسية ثم قرأ ترجمتها بالعربية ككل القصائد اللاحقة «أوراق الخريف تلك التي تتساقط من الشجر تتساقط من أعمارنا…..», والقصيدة الثانية للشاعر الفرنسي فيكتور هيكو 1802/1885 بعنوان النبع والبحر «يتساقط النبع من الصخرة قطرة قطرة.. إلى البحر الرهيب ويقول المحيط…قدر الملاحين المشؤوم….».‏

وقصيدة المغني العاطفي الفرنسي جاك بريل الذي يكتب شعره ويغنيه بعنوان لاتهجريني: «لاتهجريني تعالي ولن أكلمك وسأختفي هناك لأراك وأنت ترقصين والبسمة على شفتاك….», ونص بعنوان هيا اثملوا من ديوان «أزهار الشر» للشاعر بودلير «ما علينا إلا أن نكون دائما سكارى.. هذا كل ما هنالك, وتلك هي القضية الوحيدة كونوا سكارى…», وفي ختام الأمسية قدم مختارات من الشعري العربي ابتدأ بقصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي يستذكر فيها أيام الشباب حين جاء زحلة:‏

شَيّعـتُ أَحْـلامـي بقلـبٍ بـاكِ‏

ولَمَحتُ من طُرُق المِـلاحِ شِباكـي‏

ورجـعـتُ أَدراجَ الشبـاب ووِرْدَه‏

أَمشي مكانَهمـا علـى الأَشـواكِ‏

وقصيدة يا جارة الوادي التي غناها محمد عبد الوهاب.‏

أما النص الثاني فهو للشاعر الكبير بدوي الجبل عن عهد الطفولة لحفيده محمد الأحمد وزير الثقافة حاليا:‏

وسيم من الأطفال لولاه لم أخـف‏

على الشيب أن أنـأى وأن أتغربـا‏

تودُّ النجوم الزهر لـو أنهـا دمـى‏

ليختـار منهـا المترفـات ويلعبـا‏

وعندي كنوزٌ من حنـان ورحمـة‏

نعيمـي أن يغـرى بهـنّ وينهبـا‏

يجور وبعض الجور حلـوٌ محبـب‏

ولم أرَ قبل الطفل ظلمـاً محببـا‏

والنص الأخير للشاعر اللبناني جوزيف حرب:‏

ليكن هذا الزمن الآتي.. من غير دماء‏

من غير سلاح وسجون.. من غير أكف حمراء‏

واختتمت الندوة بنقاش شيق بين الحضور والمترجمين بين مدى جدوى النصوص المنقولة وهل يستطيع المترجم إيصال روح النص فأجاب الأتاسي: كل مترجم خائن.. وحتما المتعة التي يصل إليها القارئ باللغة الأم لا يمكن أن يحصل عليها من نص مترجم.‏

http://thawra.sy

/_View_news2.asp?FileName=72632999320181122002345

مـــــــــــي زيــــــــــــادة والمســــــــــــرح…..متابعة سلوى الديب

تعتبر مي زيادة ظاهرة ادبية نسائية خاصة, اختلف النقاد حولها عاشت (1886 – 1941) هي أديبة وكاتبة فلسطينية – لبنانية، وُلدت في الناصرة عام 1886، أتقنت تسع لغات,

ما استرعى انتباه الباحثين ليتناولوها في أبحاثهم فكان لنا وقفة في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بمحاضرة للأستاذ الباحث محمد بري العواني بعنوان (مي زيادة والمسرح) سنقتطف جزءاً منها:‏

مي زيادة حصيلة اجتماع ثقافتين ومناخين فلسطيني ولبناني من أم لبنانية وأب فلسطيني,ولدت في فلسطين ودرست في لبنان ثم سافرت لمصر لتعود إلى لبنان وقد أصيبت بخلل في عقلها ودخلت مصحا عقليا لفترة من الزمن حتى شفيت لتعود لمصر لتموت فيها1941, فكانت حياتها المليئة بالالتباسات سبب جعلها رائدة من رائدات النساء العربيات الداعيات, تتقن زيادة تسع لغات كما يقول المؤرخون منها السريالية, ومن أهم كتبها أزاهير حلم شعر بالفرنسية 1911عن باحثة البادية 1920كتاب كلمات وإشارات مقالات 1922 المساواة 1923…‏

لديها 14 كتابا ومنذ عدة سنوات نشر لها كتابات ضائعة أو مجهولة وهي مجموعة مقالات, مي زيادة لم تكتب كتباً وإنما مجموعة مقالات ومسرحيات ستكون محور الحديث اليوم: لها ثلاث مسرحيات وسيناريو,كان لديها صالون أدبي يزوره الأدباء والمفكرون والشعراء والسياسيون، حفل بالكثير من التحالفات و الانسجامات والكثير من التناقضات, هذا الصالون وصل بعقل مي لكثير من البلبلة حصدته فيما بعد بسبب وفاة جبران خليل جبران..‏

والمسرحيات الثلاث التي نشرها فيما بعد فاروق سعد أديب وهو موثق ومحام لبناني نشر باقة من كتابات مي عبر مجلد ضخم منها المسرحيات والسيناريو، وفي العموم فإن المسرحيات لديها وريقات قليلة لا تتجاوز الخمس صفحات ومؤلفة من أربعة مشاهد ومنظر واحد بما في ذلك السيناريو, اختارت لحياتها الأدبية والفنية أن تكون منورة ونهضوية بأفكارها فكان لابد من مسايرة مجموعة اسماء واكبتها..‏

قامت مي بأغلب كتاباتها بالدفاع عن المرأة دفاعا مستميتا وتنادي بأن للمرأة الحق بالزواج ممن تختاره ومن حقها التعليم و… وقد كانت المرأة حاضرة بنصوصها المسرحية إما كملحق بنص ما وإما كشخصية رئيسية..‏

فمثلا: مسرحية على الصدر الشفيق نشرت 1932حبكتها بسيطة جدا, تحدد مي المكان والزمان باعتبارهما حاضنة الحدث المسرحي كالمنزل والحديقة..‏

تقيم في المشهد الأول حواراً حول «الخلق» و«العقل» والحوار يدور بين طالبي طب واستاذهما في منزله..‏

تناقش في بعض مظاهر السلوك الأخلاقي السيئة والتركيز على الفطرة التي تنتج السلوك السيء أو الخير.. وقضية الفن للفن تقدم حدثا عارضا..‏

أما فنياً تعتمد طريقة التضاد في الحوار والموقف السلوكي لتظهر بعض الحقائق للأمور، والميزة الأساسية في النصوص الثلاثة هي أصداء لأفكار مي تحديدا على لسان شخصياتها..‏

وقد تبنت الاشتراكية ولكن على مزاجها, وتؤكد أن الجميع متساوون بالحقوق والواجبات.‏

ومسرحية «يتناقشون» عن المساواة حيث تتبنى احدى الشخصيات الاشتراكية وتدافع عنها والآخر يتبنى الرأسمالية ومن خلال العمل تدافع عن الحرية والعدالة.‏

أما المسرحية الثالثة «ساعة مع عيلة غريبة» إحدى شخصياتها يشبهها بنشاطه الأدبي يعيش وحيدا دون أب وأم كما عاشت مي.‏

فنياً: تتناقض شخصية شفيق ظاهرياً: فهو يطلب الحرية لنفسه في كل شيء ولكنه يمنعها عن الآخرين (أخته) ويأمرها بعدم الحب ولكنه يسحب طلبه..‏

أما سيناريو مساجلة الرجال فنياً لم تدرك مي طبيعة ووظيفة سيناريو الفيلم السينمائي فكتبت حواراً جافاً لافائدة فيه..‏

واختتمت المحاضرة بنقاش حار أداره الأديب محمد الفهد شارك به فرحان بلبل: سلط الضوء على فكر هذه المرأة التي عاشت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وآمنت بأفكار قيمة, فأنا لم أجد مسرحيتها الأولى بسيطة قد تكون أدواتها بسيطة ولكنها عميقة بعقلها النير..‏

سلام اليمان: مي لم تتقن تسع لغات بل أقل من ذلك حتى أن المعلومات تضاربت, مي زيادة والفكر الاجتماعي حائرة وضائعة..‏

من يقرأ كتابها يكتشف أنها لا تؤمن بشيء ولا تفرض شيئا، إن كل شيء طبيعي ومشروع وله حق أن يكون الاستعباد حقاً والحرية حقاً و…. وهي لم تقرأ ماركس ولم تفهم معنى المساواة بالماركسية..‏