أنواع الإعلام
بواسطة: فداء ابو حسن – ٢٨ ديسمبر ٢٠١٥
الإعلام:
الإعلام لغةً هو أن تُعلِم أو أن تخبر أحداً ما عن أمرٍ ما، وهو أيضاً جهةٌ تأخذ على عاتقها مسؤولية إيصال الأحداث الجارية لجمهورٍ من الناس مقابل عائدٍ ماديّ أو بدون، وهي العلاقة التي تتكون من أربعة أطراف، هي: الإعلامي أو صاحب الرسالة: هو الشخص الذي يملك المعلومات ويتوجه بها إلى من يريدها. الجمهور المتلقي: وهم مجموعةٌ من الناس الذين يهمهم الحصول على المعلومات على اختلاف أهدافهم من هذه المعرفة. المعلومة أو الرسالة الاعلامية: هي مجموعةٌ من الأخبار التي تتناول الأحداث. الوسيلة: وهي الطريقة التي يتمّ نقل المعلومات من خلالها، وتتنوع فقد تكون إلكترونيةً أو مرئيةً وغيرها. أهداف الإعلام تتعدّد أهداف الإعلام، فهي ليست نفسها بالنسبة للجميع، وهي: الحاجة للحصول على معلومات، ومعرفة الأخبار والأحداث المختلفة. التسلية والاستمتاع والغرض الترفيهي. الدعاية والإعلان والتسويق. الإثارة. التعليم والتوعية والإرشاد. وسائل الإعلام للإعلام وسائلُ أو طرقٌ يقوم من خلالها بنقل معلوماته المختلفة والمتنوّعة هي: المقروءة: وهي الجرائد والصحف والمجلات. المسموعة: الراديوهات. المرئية: التلفاز. السينما في بعض الدول تعد وسيلةً إعلامية؛ لأنّها تنقل من خلال أفلامها على فتراتٍ زمنيةٍ مختلفةٍ وضع وأخبار الناس خلال تلك الفترة بشكلٍ تثقيفي وسردي ممتع. بالإضافة إلى الإنترنت والذي جمع في طياته كل مزايا الوسائل السابقة، فيستطيع متصفحه أن يقرأ وأن يسمع وأن يشاهد كل الأخبار أمامه على مدار الساعة طالما توافر لديه جهازٌمزودٌ بخدمات الإنترنت، حيث أسهم التطوّر التقني والتكنولوجي في كافات المجالات في الحياة لإحداث التطورات في مجال الإعلام، فقد استفاد هذا المجال من تسريع وصول المعلومات وجودتها وآلاتها وتقنياتها وغيرها. أنواع الإعلام للإعلام أنواعٌ تختلف حسب الغرض منها، فهناك الإعلام الرقمي الذي يعتمد على الفيديوهات والصور، والإعلام الإلكتروني الذي يقوم على المواقع الإلكترونية، والاتّصال الجماهيري الذي يتوجه لجماعةٍ كبيرةٍ من الناس، والإعلام العسكري أو الحربي الذي يركز على نقل الأخبار العسكرية، والإعلام الاجتماعي الذي يركز على قضايا الناس. الإعلام بين الانحياز والموضوعية تتنوّع وسائل الإعلام من حيث طريقتها وأسلوبها في تقديم المعلومات والأخبار، فهناك جهاتٌ تنقل أخبارها بهدف غرضٍ ما، وهذا الغرض يكون محكوماً بأجندتها أي فكرها بالإضافة إلى تمويلها، وبالتالي لا يكون الخبر موضوعياً بل شائباً ومتلوناً وخاضعاً للجهة الصادرعنها وحسب مصلحتها، وهناك الوسائل الإعلامية المستقلة، وهي نادرة الوجود وتتميز بالموضوعية والحياد، وهما صفتان يقل وجودهما في مجال الإعلام، فأغلب جهات الإعلام الحالية تابعةٌ لجهةٍ إما سياسيةٍ أو اجتماعيةٍ نافذةٍ وبالتالي تعبرعن آرائها، وليس شرطاً أن تكون هذه الآراء هي الصحيحة، وفي أحيان أخرى تهدف الوسائل للربح ممّا يؤثّر على طريقتها وطرق صياغة معلوماتها، ويتمثل الأثر السلبي للإعلام في نقل المعلومات المنحازة أو المغلوطة أو غير الدقيقة التي تؤثر على وعي الجمهور المتلقي، وبالتالي تشكيل وجهة نظرٍ خاطئةٍ تجاه قضيةٍ ما.
ما هو فن الجرافيك
بواسطة: ناهد عبادة – التدقيق بواسطة: وسام درويش- ١ أكتوبر ٢٠٢١
تعريف فن الجرافيك:
يعرف فن الجرافيك (بالإنجليزية: Graphic Art) بأنّه أيّ نوع من أنواع الفن الذي يعبّر عنه بصورة مرئية، مثل: الرسم، والتصوير الفوتوغرافي، والطباعة، وهو الشكل التقليدي من الفنون الجميلة، وعادةً ما يُطبّق هذا النوع من الفنون على الأسطح المستوية.[١]
من الممكن تطبيق فن الجرافيك أيضًا بشكل رسومات، وخطوط، وأنماط أصلية للفنون الزخرفية، وذلك في حالة تطبيقه على الأثاث، والمنسوجات، والسيراميك، والديكورات الداخلية، وفي الهندسة المعمارية.[١]
تاريخ فن الجرافيك يعود تاريخ فن الجرافيك إلى عمق العصور القديمة، إذ بدأ بالظهور في المخطوطات المصوّرة في الصين القديمة، ومصر، واليونان، وروما، حيث كانت النصوص مرفقةً بالصور لتوضيح الكلام المكتوب، ومن أمثلتها كتاب الموتى المصري القديم.[٢]
يُذكر أنّ فن الجرافيك تطور في العصور الوسطى ليخدم الجانب الديني، بحيث كُتبت المخطوطات التي تحتوي على الكتابات المقدسة وأُرفقت بها الرسومات والصور لتحفظ على صفائح معالجَة من جلود الحيوانات تسمّى الرق،[٢]
كما تطوّر فن الجرافيك ما بين القرن العاشر والخامس عشر في العهد الإسلامي، واستُخدمت المنمنمات الفارسية في تصوير الأشكال البشرية، والحيوانات، والمباني، والمناظر الطبيعية، وأنماط زخرفية أخرى.[٢]
اخترع الصينيون القوالب الخشبية المُستخدمة للكتابة، والكتب المطبوعة على الورق لتحلّ محل المخطوطات باهظة الثمن، وفي القرن 18 م تطور فن الجرافيك لتُصبح طباعة الرسومات فيه باستخدام الصفائح المعدنية التي ترش الحبر على الورق، وفي مطلع القرن 19 م أصبحت الطباعة وسيلةً لنشر الرسومات والزخارف لتصل إلى عدد أكبر من محبي الفن.[٢]
أنواع الجرافيك يؤدي تصميم الجرافيك إلى تسهيل مهمة إيصال المعلومة إلى المتلّقي، وهناك أنواع متعددة من الجرافيك، وهي كما يأتي:[٣]
تصميم الجرافيك للهوية المرئية. تصميم الجرافيك للتسويق والإعلان. تصميم الجرافيك لواجهة المستخدم. تصميم الجرافيك للنشر. تصميم الرسوم البيانية للتغليف. تصميم الرسوم المتحركة. التصميم الجرافيكي البيئي. الفن والرسم التوضيحي. استخدامات التصميم الجرافيكي يُستخدم التصميم الجرافيكي في العديد من مناحي الحياة اليومية، ومن هذه الاستخدامات ما يأتي:[٣]
تصميم هوية الشركات أو المصانع، وتصميم العلامات التجارية الخاصة بها. عمليات التعبئة والتغليف الموجودة في كافة المنتجات المصنوعة، مثل؛ المواد الغذائية، والأجهزة الإلكترونية، وغيرها. المواد المطبوعة، مثل: الكتب، والنشرات، والمجلات، والصحف. تطوير الفن على الإنترنت، مثل اللافتات، والمدونات، وواجهات المواقع الإلكترونية. صناعة أغلفة الألبومات المختلفة.
تصميم عناوين ورسومات الأفلام والتلفزيون.
صناعة الملابس، مثل: الرسم على القمصان وتصميم الملابس.
المهارات اللازمة لتصبح مصمم جرافيك يجب على من يودّ العمل في التصميم الجرافيكي قضاء بعض الوقت في تنمية وبناء مهارات أساسية تُستخدم في التصميم،
ومن أبرز المهارات التي يجب تعلّمها ما يأتي:[٤]
اختيار لوحة ألوان مناسبة للمشروع، وفهم كيفية إدراك الناظر للألوان في المواقف المختلفة.
التدرب على الرسم المحوسب نظرًا لسهولة تعديل الأخطاء فيه وإجراء التعديلات عليه.
التدرب على مهارات الاتصال للاستماع إلى حاجات العملاء والتعلّم من أصحاب المشاريع والخبرات.
التدرب على مهارات استهداف الجمهور للوصول إلى تحليل جيد للأشخاص وصناعة التصميم الجاذب لهم.
التدرب على مهارات الخط المطبعي (بالإنجليزية: Typeface) التي تساعد على سهولة القراءة واستخدام الخط المناسب للتصميم.
تعلّم مهارة تطوير مواقع الويب؛ وذلك للتمكّن من التصميم على منصات إدارة المحتوى.
استخدام برامج التصميم الموجودة على الكمبيوتر، وتعلّم كيفية التعامل معها باحترافية، مثل برامج التصميم بمساعدة الحاسوب ( بالإنجليزية: Computer-aided design).
تعريف فن النحت
بواسطة: Saleh Wadi- ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢
تعريف فن النحت:
يُعرف فن النحت (Sculpture) بفن تشكليّ يحوّل الأشياء المجرّدة ذات البعد الواحد إلى أشكال فنيّة ثلاثيّة الأبعاد، يتجسّد فن النحت في تصميم أشكال مجسّدة أو نقش نقوش على الأسطح سواء كانت على الطين أو الشمع أو الحجر أو المعدن وغيرها من المواد الموجودة، كما يشمل النحت تشكيل الأشياء وصبّها وتصنيعها وكذلك دمجها بطرق مختلفة.[١]
نشأة فن النحت:
ظهر فن النحت منذ عام 230 قبل الميلاد على يد المصريين القُدامى فتمثال أبو الهول الضخم دليل على قِدم فن النحت ثلاثيّ الأبعاد، كما وظهر فن النحت الغربيّ في اليونان القديمة بين (600-800) قبل الميلاد، وكان فن النحت يشكّل خطوة ذات تأثير عميق في كل الفنون التي تلت هذا الفن،[٢] كما وتختلف الأدوات المستخدمة في فن النحت تبعاً لتقدّم العصور واختلاف نهضة المجتمعات وتطوّرها عبر الأزمنة المختلفة. أهداف فن النحت بدأ فن النحت لأغراض جماليّة بحتة، إلّا أنّ النحت أصبح فيما بعد يحمل أهداف عديدة وهي:[٣]
اتخاذ فن النحت حرفة ومهنة لأصحابها.
بناء تصاميم ديكور مختلفة.
استخدام الأشكال والأحجام ثلاثيّة الأبعاد. اتخاذ فن النحت كهواية وإظهار الجمال والإبداع. أشهر النحّاتين في فن النحت النحّات براكستليز هو نحّات يوناني قديم عُرف بفضل النسخ اليونانيّة القديمة الأصليّة، ويعتبر تمثاله أفروديت كنيدوس هو أكثر أعماله شهرة وهو المثال الأول لشخصيّة أنثويّة كاملة الحجم ثلاثية الأبعاد، أمّا أعماله الأخرى فلا يُعرف لها أثر.[٤]
النحّات أرسين أفيتيسيان:
وُلد الفنان أرسين أفيتيسيان عام 1971م في يريفان، و تخرّج من أكاديمية يريفان الحكومية للفنون الجميلة، وهو عضو اتحاد الفنانين الروس واتحاد الفنانين الأرمينيين ، واتحاد الفنانين الدولي باليونسكو، شارك في أكثر من 30 معرضاً خلال الأعوام (1993-2004م) كما وتُعرض المنحوتات الخاصّة به في المتاحف والمجموعات الخاصّة حول العالم، توّفي عام 2004.[٥]
النحّات دوناتيلو:
لعب النحّات الإيطالي دوناتيلو دوراً مهمّاً في دفع عجلة الفن والثقافة إلى الأمام خلال عصر النهضة الإيطاليّة، وكان يعمل في فلورنسا التي يوجد فيها الكثير من أعماله فيها إلى يومنا هذا، ويُعتبر تمثاله البرونزي ديفيد علامة على حدوث تغيّر كبير في فن النحت، حيث يُظهر هذا التمثال مدى تقدّم الفن الذي وصل إليه من خلال أوجه الإبداع فيه.[٤]
النحّات مايكل أنجلو :
يُعتبر مايكل أنجلو نحّاتاً بارعاً حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً باللوحات الجداريّة للأسقف المثيرة للإعجاب، حيث يُعتقد أنّ كل قطعة من الرخام تحتوي على عمل فنيّ مختلف لا نظير له، لمايكل تمثال منحوت يرمز لعصر النهضة الإيطاليّة أنذاك ويُلهم بقيّة الأجيال القادمة والمُقبلة على فن النحت.[٤]
النحّات جيانلورنزو بيرني:
كانت مسيرة النحّات جيانلورنزو بيرنيني مثيرة للإعجاب طوال ما يقرب 70 عاماً، حيث كان منذ طفولته يصنع منحوتات رخاميّة واسعة النطاق، ومن ثمّ أصبح مهندساً في كنيسة القديس بطرس، وبالتالي ساعده ذلك على إنشاء ساحة للكنيسة بأعمدة ضخمة مشهورة بالمظلّة البرونزية المركزيّة المعروفة باسم برنيني
“الضوء هو بالتأكيد المعرفة، والمعرفة هي الحب، والحب هو الحرية والطاقة، والطاقة هي كل شيء. اسمي فيتوريو ستورارو، وأنا لستُ مدير تصوير، أنا مصور سينمائي أمزج الضوء الاصطناعي بالضوء الطبيعي”.
هكذا قدّم المصوّر السينمائي الإيطالي “فيتوريو ستورارو” نفسه عبر الفيلم الإعلاني الذي تم عرضه بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة، خلال تكريمه من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بمنحه جائزة “فاتن حمامة” للتميّز، وذلك في حفل ختام الدورة الـ41 للمهرجان (20-29 نوفمبر/تشرين الثاني 2019).
السباق مع الضوء.. سيّد الصورة السينمائية
قبل أن يصعد “ستورارو” على خشبة مسرح دولبي بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية لاستلام أول جائزة أوسكار في حياته عام 1980، وذلك عن أدائه المتميز كمدير تصوير لفيلم “القيامة الآن” للمخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا؛ احتاج لكي يخطو أولى خطواته بين التكوين ولقاء المخرج “برناردو برتولوتشي”، ليتحول إلى مايسترو التصوير الذي يفكك أطياف الضوء.
على مدار خمسة عقود كرّس “فيتوريو ستورارو” نفسه كواحد من أكبر المصورين السينمائيين في العصر الحديث، إنه سيّد الصورة السينمائية الذي يسابق الضوء منذ أن كان عمره أحد عشر عاما، ليدخل عالم التصوير الفوتوغرافي عبر التكوين الأكاديمي بالمركز التجريبي للتصوير السينمائي الذي التحق به في سن الـ18.
بالمركز التجريبي التقى “ستورارو” بالمخرج الإيطالي “برناردو برتولوتشي”، وتشكلت بينهما علاقة مهنية متميزة أثمرت إنجاز فيلم “قبل الثورة” عام 1964، وكان الفيلم تجربة ناجحة في ذاتها، ومقدمة لعدة أعمال مشتركة، وقد تجددت لاحقا لتنجب فيلم “حيلة العنكبوت”، وتسعة أفلام عالمية أخرجها “برتولوتشي”، منها فيلم “بوذا الصغير” عام 1993 وهو آخر تعاون بينهما.
المصوّر السينمائي الإيطالي “فيتوريو ستورارو” الفائز بثلاث جوائز أوسكار وشعوره بالنجاح والنصر
فلتر “ستورارو”.. ثلاث جوائز أوسكار
يتحدث الناقد الإيطالي “باولو ميرغيتي” في مقال نشره في مجلة “سينماتيك” الفرنسية عن تلك المعادلة قائلا: “عندما ننقاش أعمال ستورارو تبدو الكلمات وكأنها إعلان حب، حيث يتعامل مدير التصوير مع الصورة كما لو كان يتحدث إلى خطيبته، يعطي للضوء أدوارا في العمل السينمائي، مما يجعل “الحالة العاطفية” ملموسة لدى المشاهد، لأن الضوء والظل واللون هي أشكال من الطاقة التي لا تصل إلى العينين فحسب، بل إلى كل جزء من جسد المشاهد”.
توطدت علاقة “ستورارو” بالضوء، وتُوّجت مسيرته بثلاث جوائز أوسكار، إذ حاز جائزة أحسن مدير تصوير لأدائه المتميز في فيلم “ريدز”(1982) للمخرج وارن بيت ، ثم عن فيلم “آخر إمبراطور”(1988) للمخرج “برناردو برتولوتشي”.
وفي سبعينيات القرن الماضي قام “مختبر رسكو” بتطوير فلتر يقوم بتصوير الضوء والألوان ويحمل اسم “مجموعة ستورارو”، وقد أُطلق على هذه المجموعة اسم “ستورارو” لأن استخدامها يُمكّن المُشاهد من نقل العواطف في المشاهد كما كان يفعل “ستواراو”، وقد حاز المختبر على جائزة الأوسكار عام 1974 لتطوير هذا النظام الضوئي في التصوير الفوتوغرافي.
ستورارو يتكلم مع الضوء بطريقته الخاصة أثناء تصوير فيلم “محمد”
“محمد رسول من الله”.. علاقة استثنائية مع نبي السلام
الواقع أن “ستورارو” جمعته علاقة استثنائية من نوع آخر مع الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وذلك في وقت كانت فيه صورة الإسلام تُعاني الأمَرّين، فولدت تجربة سينمائية بين المصور الإيطالي والمخرج الإيراني ماجد مجيدي، لينجِزا معا ثلاثية فيلم “محمد رسول من الله” (2015)، وهو مشروع سينمائي متميز وفريد من نوعه لأبعاده الإنسانية.
عندما تم عرض الفيلم لأول مرة في عدة قاعات سينمائية عبر العالم، لم تكن العاصمة الفرنسية باريس قد مسحت دموعها بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وعندما استيقظت الدائرة العاشرة والحادية عشرة على فاجعة مقتل 138 شخصا وإصابة 413 آخرين بمسرح باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون وغيرها من الأماكن؛ تم توجيه أصابع الاتهام للإسلام.
في تلك الأثناء كان “ستورارو” يتنقل رفقة مجيدي لتقديم فيلمه الحامل لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك في تصريح لمجلة “المصور الأمريكي” العالمية عام 2015، وقد تحدّث “ستورارو” عن تجربته السينماتوغرافية مع مجيدي قائلا “محمد لم يكن رسول الله فحسب، بل رسول السلام أيضا، وهذا الأمر مهم جدا”.
لقطة تصويرية للسماء في فيلم “محمد رسول الله” بعدسة ستورارو
“ستورارو في محمد”.. قصة اندهاش
لقد حمل مدير التصوير الإيطالي على عاتقه مسؤولية نقل ما كان يشعر به تجاه شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم يكتفِ بتقديم صور سينمائية جميلة تقرأ السيناريو وترافق رؤية المخرج، بل كان دائما جاهزا لمواجهة أسئلة الصحفيين، ولا يتردد في التعبير عن إعجابه بقصة الرسول، وهو ما نلمسه في كلامه عندما تحدث عن الأسباب التي جعلته كمدير تصوير حائز على ثلاث جوائز أوسكار يقف خلف الكاميرا لتصوير ثلاثية “محمد رسول من الله”.
نجد في مقال صادر بتاريخ الأول من ديسمبر/كانون الأول 2018 في مجلة “المصور الأمريكي” بعنوان “ستورارو في محمد: رسول الله” تفاصيل بداية المشروع، واندهاش ستورارو أمام عظمة سيرة الرسول، كما قال “عندما انتهيت من قراءة كتاب عن حياة محمد وضعته على الطاولة، وقد لمحت وميضا قادما من جهاز الحاسوب الخاص بي، لقد وصلتني رسالة إلكترونية من أحد الوكلاء السينمائيين بلوس أنجلوس يسألني، هل أوافق على عرض من المخرج ماجد مجيدي لتصوير فيلم “محمد”؟”.
حينها شعر “ستورارو” بإحساس رهيب جعله يحدث نفسه قائلا “يا إلهي، لا أصدق! إنه ثبوت الحقيقة عندما نقع في حب شخص ونؤمن به، ترسل تلك الطاقة وتتحول إلى رسالة حقيقية”.
وهذا ما حدث في بداية الأمر، وقد وجد “ستورارو” نفسه مستعدا للموافقة على هذا المشروع الذي تم إخراجه في التوقيت المناسب، ليساهم في نفي وجود أي علاقة للإسلام بالإرهاب، بعدما أبرز فكرة أن “الرسالة المحمدية تحمل معها المحبة والتسامح والانفتاح على الأديان الأخرى والمؤمنين الآخرين” كما قال “ستورارو”.
أصغر مصوّر في تاريخ السينما الإيطالية
إن المصور الذي كرّمه مهرجان القاهرة في الدورة الأخيرة له يُصنَّف في خانة أهم مديري التصوير في العالم، فقد خاض تجارب مهمة ومتعددة تمخضت عن أكثر من خمسين جائزة عالمية في رصيده، ولم تزده كلها إلا تواضعا، وهو ما تعكسه موافقته كمدير تصوير عالمي يقبل بمرافقة تجربة سينمائية جزائرية فتية بعنوان “عطور الجزائر” للمخرج الجزائري رشيد بن حاج الذي تم عرضه عام 2012، وشارك فيه “ستورارو” كمدير تصوير.
وحين حلّ مؤخرا ضيفا على مهرجان القاهرة السينمائي كان حريصا على أن يقضي أسبوعه بين السينمائيين العرب الشباب تحديدا، يبادلهم خبرته الطويلة بكثير من الأسئلة التي لا يزال يبحث فيها عن إجابات لها، وذلك حول مفهوم شباب اليوم لعالم التصوير السينمائي، وهو ما صرّح به دون تردد في الكلمة التي ألقاها في حفل الختام مخاطبا الشباب الذين رافقهم “جئتُ لأتعلم منكم أيضا، فبالتأكيد لديكم أشياء لا أعرفها”.
إيمان ستورارو بالشباب ليس وليد صدفة، وإنما هو نابع من مساره الطويل في السينما، فهو نفسه كان يُلقّب في ستينيات القرن الماضي بأصغر مصوّر في السينما الإيطالية، وهو اللقب الذي حاز عليه عام 1961 في سن الـ21، بعدما تميز عن أبناء جيله في التصوير، وأصبح أصغر مصوّر في السينما الإيطالية.
صورة تجمع الإيطالي ستورارو مع المخرج الأمريكي “وودي آلن”
“الكتابة بالضوء”.. 60 عاما مع كبار المخرجين
قام “ستورارو” خلال مساره السينمائي بتأليف سلسلة من الكتب باللغة الإيطالية تُعتبر اليوم مرجعا مهما في عالم التصوير السينمائي، وأبرزها كتاب “الطبيعة والأسطورة” عام 1992، و”الكتابة بالضوء”عام 2001، وهو خلاصة تجربة رجل يبلغ من العمر اليوم 79 عاما (من مواليد 24 يونيو/حزيران 1940 في روما)، وشارك في إنجاز 58 فيلما عالميا.
ولا يزال اليوم يرافق خلف الكاميرا أعمال كبار المخرجين، خاصة المخرج الأمريكي “وودي آلن”، الذي قرر الاعتماد على “ستورارو” لتصوير أحدث أفلامه، بداية من “مقهى سوسيتيه” (2016)، وفيلم “عجلة العجب” (2017) ، وفيلم “يوم ممطر في نيويورك” (2019).
تعريف الفن
بواسطة:عمار نقاوه
٢ أبريل ٢٠٢٢م
إشكالية مفهوم الفن:
اختلف العديد من الباحثين في حقل الفن على وضع تعريف محدد وواضح له، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب التي عبروا عنها في مختلف أعمالهم الفكرية، حيث اعتبروا أن الفن مفهوم مفتوح، كما أن الأعمال الفكرية تختلف عن بعضها البعض، وتتغير من جيل إلى آخر، ولذلك يصعب تحديد تعريف واحد للفن.
وقد ورد عن فيلسوف الجماليات الأمريكي موريس ويتز (بالإنجليزية: Morris Weitz) أن خصائص الفن تختلف باختلاف مفهوم الفن الذي يتغير باستمرار عبر الزمن ويتغيّر كذلك من عمل فني لآخر.
كما شبه الفيلسوف النمساويّ البريطانيّ لودفيغ فتكنشتاين (بالألمانية: Ludwig Wittgenstein) طبيعة البحث بمفهوم الفن بطبيعة الألعاب؛ حيث توجد خصائص متنوعة ومشتركة بين جميع أنواع الألعاب تسمح بوضعها في التصنيف نفسه، إلّا أن خصائص أخرى موجودة في نوع معين وغير موجودة في نوع آخر تتسبّب في صعوبة وضع تعريف واحد لجميع الألعاب، وينطبق الأمر ذاته على أنواع الفن.
أما الشاعر والمؤرّخ الإنجليزي هربرت ريد (بالإنجليزية: Herbert Read) فكان رأيه حول الفن أنه لا توجد إجابة بسيطة حول مفهومه، إلّا أن مختلف أنواع الفنون تشترك في شكلها أو هيئتها. ويرى أستاذ تاريخ الفن توماس مونرو (بالإنجليزية: Thomas Munro) أن إشكالية تحديد مفهوم الفن ترجع إلى أنه يشتمل على ألوان مختلفة من الإنتاج الثقافي، وأنه لا يقتصر على الفنون البصرية كالتصيور والنحت، وإنما يشتمل أيضاً على الموسيقى، والأدب، والمسرح، وغيرها من الفنون الأخرى.[١]
كما فسر الدكتور العُمانيّ عبد المنعم الحسيني تعدد تعريفات الفن بسبب ارتباط الكلمة بالعديد من فروع المعرفة الأخرى؛ كالفلسفة، وعلم النفس، والتاريخ، كما أشار إلى أن الفن يرتبط بمختلف الأنشطة الإنسانية.
وكانت وجهة نظر أستاذ الفلسفة الإسلاميّة والتصوف المصري جمال المرزوقي، وعصام عبدالله، أن الاتفاق على تعريف محدد للفن يشكل إشكالية كبيرة، حيث إن كل نوع من الفن يختلف عن الأنواع الأخرى بطريقة وصوله للمتذوق، كما أن الأعمال الفنية تختلف من فن لآخر، وتختلف كذلك من عصر إلى آخر، وقد كان للاختلاف الفلسفي في وضع مفهوم الفن أثر كبير في هذه الإشكالية.
ويمكن وبشكل عام تلخيص أسباب عدم القدرة على تحديد مفهوم واحد للفن بالآتي:[١]
عدم وجود حدود واضحة تفصل بين مختلف الأعمال الفنية.
ارتباط كلمة الفن بمعان مجردة مثل الإتقان والإبداع، وكان ذلك منذ القدم واستمر إلى يومنا هذا؛ الأمر الذي أدى إلى اتساع دائرة مفهوم الفن.
كثرة استعمال كلمة فن وانتشارها، وارتباطها بالعديد من فروع المعرفة مثل الفلسفة، كما ارتبطت الكلمة بأمور مثل الصناعة، والتسلية، والسحر وغيرها.
ارتباط مفهوم الجمال بالفن، وتداخل الكلمتين مع بعضهما البعض.
والجدير بالذكر أن مفهوم كلمة جمال أيضاً يشكل إشكالية في تحديده وتفسيره.
عدم خضوع مفهوم الفن للأحكام المطلقة؛ بسبب ارتباطه بالنشاط الإنساني بشكل عام، وبالمشاعر بشكل خاص، فيعتبر النشاط الفني من الأنشطة الإنسانية سريعة التطور، الأمر الذي يجعل من الصعب اعتباره أمراً ثابتاً.
تعريف الفن لغة:
جاءت كلمة فن في الكثير من المعاجم اللغوية القديمة والحديثة؛ فقد جاء في مختار الصحاح أن الفن هو واحد الفنون أي الأنواع، كما ورد عن الحسن بن محمد الصغاني في معجم التكملة والذيل والصلة عدد من المعاني المختلفة لكلمة فن، فمثلاً كان العرب يقولون: فننته؛ أي زينته، وهو فنُّ علم أي حسن القيام به. أما في معجم لسان العرب لابن منظور فقد عرف كلمة الفن بأنها: واحد الفنون أي الأنواع، كما عرف الفن على أنه الحال، وهو الضرب من الشيء، وجمعه فنون وأفنان. في حين عرف الفيروز أبادي الفن على أنه: الحال والضرب من الشيء، وهو التزيين. وجاءت كلمة فن في المعاجم الحديثة كمعجم المنجد على أنها الضرب من الشيء، والفن هو الأنواع، كما يقال فنَّ الشيء أي زيَّنه، وتفنن الشيء أي تنوعت فنونه، وتفنن في الحديث أي حَسُن أسلوبه في الكلام.[٢] وقد جاء في معجم الوسيط أن الفن هو التطبيق العملي للنظريات العملية باستخدام الوسائل التي تحققها، ويتم اكتساب الفن بالدراسة والتمرين عليه، وهو عبارة عن مجموعة من القواعد الخاصة بحرفة أو صناعة ما. كما جاء أنه مجموعة الوسائل التي يستخدمها الفرد لإثارة المشاعر والعواطف بما فيها عاطفة الجمال، كالتصوير والموسيقى والشعر، كما أنه مهارة يحكمها الذوق ومواهب الإنسان، وبالتالي فإن المعاني اللغوية للفن تشتمل على أنه هو التزيين أو الزينة، وهو الأسلوب الجميل، والمهارة في الشيء وإتقانه، ويربط هذا المعنى الفن بالصنعة والمنفعة. كما أن الفن هو الإبداع وخلق أشياء ممتعة، والإتيان بكل ما هو جديد.[٢] أمّا في اللغة الإنجليزية فقد ورد في معجم أكسفورد الفن (Art) على أنه تعبير الفرد عن مهارة الإبداع في صورة مرئية؛ مثل النحت، والرسم، أو هو مصطلح يعبر عن الفنون الإبداعية بمختلف أشكالها؛ كالشعر، والموسيقى، والرقص وغيرها. وبشكل عام فإن الفن هو كل ما يعبر عن مهارة أو قدرة ما يمكن تنميتها بالممارسة والدراسة. وفي معجم ويبستر (بالإنجليزية: Webster) ورد الفن على أنه المهارة المكتسبة من خلال الدراسة أو الملاحظة، وهو استخدام المهارة والخيال بشكل واعٍ لإنتاج أمور جمالية، كما جاء فيه أن الفن عبارة عن صنعة ومهارة إبداعية.[٢]
تعريف الفن اصطلاحاً:
إن المعاني التي وردت في معجم الوسيط للفن تتصل بمعانيه الاصطلاحية وتبتعد نوعاً ما عن المعاني اللغوية له،
وهي تعطي للفن ثلاثة معانٍ مختلفة هي:[٢]
معنى عام:
وهو الذي ينظر للفن من خلاله على أنه التطبيق العملي للنظريات العلمية، ويعتبر هذا الجانب التطبيقي للعلوم، وهو ما يسمى بالعلوم التطبيقية.
معنى خاص:
وهو الذي ينظر للفن على أنه مهارة شخصية يمتلكها شخص محترف أو صاحب صنعة، وهو ما يسمى بالفنون التطبيقية، والتي تشتمل على الفنون اليدوية المعتمدة على مهارة الإنسان في تقديم أمور نافعة ومفيدة.
معنى أكثر خصوصية:
وهو الذي ينظر للفن على أنه عملٌ جماليٌّ يثير مشاعر السرور والفرح والبهجة في الناس، وهو ما يسمى بالفنون الجميلة، الهادفة لتمثيل وتصوير الجمال ومن أجل اللذة البعيدة عن كل منفعة أو مصلحة.
وتُعرّف الموسوعة البريطانية الفن على أنه التعبير عن الأفكار
الجمالية، عن طريق توظيف المرء لخياله وإبداعه، ويقسم الفن إلى الفنون البصرية وتشتمل على الرسم، والنحت، وفنون العمارة، وفنون الجرافيك، والفنون التشكيلية، والفنون الأدبية كالدراما، والقصة، والشعر، وفنون الأداء كالموسيقى، والمسرح، والرقص. وقد جاء في قاموس الفنون الجميلة أن مصطلح الفنون من المصطلحات التي يصعب وضع تعريف محدد لها، لما يثار حولها من الجدل، حيث يشتمل مصطلح الفن على العديد من الأقسام، فيدخل فيها مثلاً فن الطهي والفنون اللغوية، وتتداخل هذه الأقسام في مظاهرها، إلّا أن الاستخدام المعاصر لمصطلح الفن يشير إلى الفنون المرئية على مختلف أنواعها.
نبذة تاريخية عن تعريف الفن:
فيما يلي نبذة تاريخية عن تعريف الفن عند العرب والغرب:
الفن في الفكر العربي:
استخدم العرب المسلمون مصطلح الصناعة للإشارة إلى الفن، فقد ورد في معجم الوسيط أن الصناعة هي كل فن أو حرفة مارسها الإنسان حتى برع فيها.
ويمكن القول إن الفن والصناعة يشتركان في الإتقان، والإجادة، والمهارة، والتحسين، والتزيين، والعمل بإحكام. ومن الأمثلة على ذلك ما جاء في الموسيقى أنها نوع من أنواع الصناعة؛ حيث يقول ابن خلدون عن الموسيقى إنها صناعة الألحان وتلحين الأشعار الموزونة لتقطيع الأصوات على نسب منتظمة ومعروفة.
كما استخدم العرب مصطلح الفنون للإشارة إلى أنواع العلوم المختلفة. ومن الأمثلة على ذلك الكتاب الذي ألفه ابن عقيل والذي تكوّن من أربعمئة مجلد، وأسماه “الفنون” وذكر به العديد من العلوم المنتشرة في عصره.
كما كتب القاضي عبد النبي الأحمد نكري كتاباً أسماه “جامع العلوم في اصطلاحات الفنون”.
كما كتب حاجي خليفة مصنفاً أسماه “كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون” حصر فيه أسماء العلوم ومؤلفيها وعناوين الكتب التابعة لها ووضعها في ترتيب هجائي، وهناك العديد من الأمثلة التي تبين مدى ارتباط مصطلح العلوم ومصطلح الفنون بوصفهما شيئاً واحداً عند العرب المسلمين.[٣][٢]
الفن في الفكر الغربي والفلسفي:
كان الفن عند اليونان يشتمل على أي مهارة، سواء أكانت تحقق منفعة وفائدة عملية، أم لذة جمالية فقط، دون تفرقة بين الفنان والصانع، أو بين الفن والصنعة. وقد كان لويد (بالإنجليزية: Lloyd) يطلق على الطبيب، والفنان، والشاعر، وباني السفن، لفظ حرفي أو صانع لأنه كل منهم يقدم منفعة ويساهم في جعل الحياة أفضل.
ويقول الأستاذ بجامعة وارسو تاتاركيفيتش (بالإنجليزية: Tatarkiewicz) إن اليونانيين كانوا يخلطون بين الصناعات اليدوية والفنون الرفيعة الجميلة لاعتقادهم بأن العمل الذي ينجزه المصور أو المثّال لا يختلف في جوهره عن عمل النّجار؛ فقد كانت كلمة فن في الفكر الغربي تطلق على مختلف الأنشطة الإنسانية والعلوم، وليس فقط على الفنون الجميلة. كما أطلقت كلمة الفن على الصناعات أياً كانت، لذلك تساوى النحت والشعر، والغناء، والموسيقى في القيمة مع النجارة، والحدادة، والجراحة، وبذلك كان الشعر صنعة كغيرها من الصنعات.[٤][١]
إلّا أنه ظهر في اليونان بعض الفلاسفة الذين فرقوا بين الفنون الصناعية والفنون الجميلة مثل أفلاطون (بالإنجليزية: Plato)، فقد كان هو أول فيلسوف يؤسس لموضوعات الفن والجمال بشكل نظري، وينظر أفلاطون إلى الفن الحقيقي على أنه العمل البعيد عن الحياة اليومية المحسوسة والتي تبتعد بدورها عن تأثير الحواس والإدراك الحسي، ولذلك رأى أن الموسيقى تحقق الخير والجمال بسبب ابتعادها عن الواقع المحسوس، وتأثيرها على النفس الإنسانية بإكسابها الاتزان.[٤][٢]
وقد هاجم أفلاطون الشعر التمثيلي ووصفه بأنه محاكاة ساذجة للمحسوسات، حيث إنه يعبر عن النواقص، وعن المادة، ويرتبط بالواقع الحسي لعدم إمكانية التعبير عنه دون وجود أدوات حسية.
أما الشعر الملحمي والغنائي والتعليمي فاعتبره نوعاً صادقاً من الفن، وهو يعبر عن قيم الخير والحق في المجتمع حيث إنه يمدح الأبطال، ويغرس قيم الخير، ويشارك في عملية التربية والإرشاد.
كما انتقد أفلاطون خداع الحواس من خلال النحت والتصوير، وحارب ذلك مطالباً بفن تكون غايته العظمى هي المحافظة على الأبعاد والنسب الصحيحة والمقاييس الهندسية المثالية، وقال إن الجمال الذي يقصده هو الخطوط المستقيمة، والدوائر، والمسطحات المكونة باستخدام المساطر والزوايا، وليس ما يفهمه عامة الناس من تصوير الكائنات الحية.[٢]
المخرج الياباني هيروكازو كور-إيدا هيروكازو كور-إيدا .. مخرج العائلة
8/10/2017 آية عبد الحكيم
عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، ونظراً للأوضاع الاستثنائية التي كانت تمر بها اليابان بعد الهزيمة، أُرسل قرابة النصف مليون جندي ياباني إلى معسكرات العمل القسرية في سيبيريا، ومن بينهم كان والد المخرج الياباني (هيروكازو كور-إيدا). لم يكن الأب قد تزوج أو أنجب بعد، لكنه حين عاد في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، كانت روحه قد تغيرت بالكامل. لسنوات عديدة بعدها عانى الرجل وأسرته من تأثر نفسيته العميق بما حدث. خرجت زوجته للعمل طويلاً لأنه لم يستطع الحفاظ على عملٍ واحد لفترة طويلة، لكنها في أوقات بقائها في المنزل كانت تنهي أعمالها المنزلية –أو توقفها- لتجمع أسرتها حول شاشة التليفزيون لتعوّض غيابها بمشاركتهم متعة الدراما والسينما التي عشقتها وأورثت عشقها لابنها.
لظروف عائلته الاستثنائية أصبحت دراما العائلة قلبًا لأعمال (كور-إيدا). بعد فترة قصيرة قضاها في العمل في التليفزيون، ثم العمل على الأفلام الوثائقية، قدم أول أفلامه الدرامية الطويلة عام 1997 بعنوان Maborosi. كان محور الفيلم ليس فقط العائلة، لكن كذلك العامل الذي سيتكرر لاحقًا في أغلب أعماله: الفقد، بالموت أو الرحيل. يبدأ الفيلم بزوجين سعيدين في حياتهما البسيطة، لديهما رضيع، ودراجة يقودها الزوج وتلتصق به زوجته في سعادة بعد أن قاما سويًا بإعادة طلائها بلون أخضر مزهر. لكن الزوج يذهب للعمل يومًا ما، وفي نهاية اليوم يحمل شرطي إلى زوجته خبر وفاته تحت قضبان أحد القطارات. ستستمر حياة الزوجة وابنها بعدها، وستتزوج مرة أخرى، وستمضي الحياة هادئة بينها وبين زوجها الجديد الذي لم تكن تعرفه قبل أن تنتقل للعيش معه في قرية ساحلية بعيدة، لكن سؤالاً معلقًا بقي بداخلها: لماذا ألقى زوجها بنفسه أمام القطار؟ ما الذي يدفع شخصًا لإنهاء حياته فجأة دون سبب رغم استقرار حياته، وكيف يتخذ قراراً أنانيًا كهذا دون أن يفكر فيمن سيتركهم دونه؟
الأطفال الكبار
لظروف عائلته الاستثنائية أصبحت دراما العائلة قلبًا لأعمال (كور-إيدا).
إلى جانب إجادته تجسيد الحكايات الأسرية البسيطة دون ميلودراما زائدة أو اجترارٍ مقحمٍ للمشاعر والأحزان، يبرع (كور-إيدا) في استغلال كل إمكانيات الأطفال الذين يعمل معهم فيخلق منهم أبطالاً للحدث، لا مجرد عناصر تلطيف لأجواء الفيلم والدراما. كانت تجربة طفليّ فيلم Maborosi لطيفة وناجحة على صغر دوريهما، لذا كررها لاحقًا في عام 2004 وفيلم Nobody Knows الذي استوحاه عن قصة حقيقية لأربعة أطفال تم العثور عليهم في طوكيو بعد أن تركتهم أمهم لشهور. لا يمنح (كور-إيدا) الأطفال سيناريو وحوار مكتوبين، لكنه يجلس معهم قبيل كل مشهد ليحكيه لهم ويناقشهم فيه ويترك لهم حرية الأداء. هذه الحرية تبدو جليّة في كل مشهد للأطفال. حرية في الحركة والحوار، الضحك والركض بتلقائية، والتفاعل مع المشهد والمواقف بصدقٍ وبراءة تامّين. هذا الأداء المتميز منح بطل الفيلم، الطفل ذا الأربعة عشر عامًا جائزة أفضل ممثل من مهرجان كان، محققًا رقمًا قياسيًا كأصغر الفائزين بالجائزة سنًا على مدار أعوام توزيعها.
ثم كررها مرة أخرى بفيلم I Wish وترك بطولته بالكامل لطفلين انفصل والداهما وانفصل الطفلان بينهما. يتحرك (كور-إيدا) بخفة ما بين الطفلين وكيف يتصرف كل منهما في وضعه الجديد فيتأقلم معه أو يكرهه. أحدهما يتمنى لو ثار البركان في مدينته الجديدة الغارقة تحت الرماد فيتركها ويعود لمنزلهم الأصلي وتجتمع العائلة من جديد، والآخر يتمنى لو نجح والده المطرب المغمور في تسجيل أغانٍ ناجحة تتحقق بها سعادته. تلوح فرصة تحقيق الأماني الطفولية في تلك اللحظة التي يتلاقى بها القطاران السريعان اللذان يربطان المدينتين، ليصبحا وكأنهما قطار واحد، تلك اللحظة تتحقق بها أمانيهم شرط تواجدهم قرب القطارين، وجهرهما بالأمنية. لا يذهب الطفلان وحدهما، لكن كل واحدٍ منهما يصطحب أصدقاءه لتتكون مجموعة من الأطفال بأحلامهم البريئة الصادقة، وركضهم في طرقات مدينة لا يعرفون عنها شيئا، واكتشاف كلٍ منهم لأمانيه الدفينة.
لقطة من فيلم Still Walking.jpg
دراما الفقد واستمرار الحياة
على الرغم من خصوصية الحياة في اليابان، واختلاف عاداتها وتقاليدها عن معظم أنحاء العالم، خاصة الغربي، إلا أن (كور-إيدا) برع في تطويع كتابته وإخراجه ليجعل الدراما –على خصوصيتها- تدور بالأغلب عن العائلة، والنفس البشرية ذاتها، دون قيد المكان أو العادات. ستظل تقاليد اليابان حاضرة بالأحداث بقوة، لكن مشاعر الأبطال هي ما سيصل لمشاهديه.
في فيلمه Still Walking الذي أنتج عام 2008 كان محور الفيلم هو الفقد. العائلة التي تجتمع حول وفاة أحد أبنائها، ويحاول أفرادها على اختلاف أزماتهم رأب صدع الفقد بالتواجد في ذكرى رحيل الابن الأكبر الذي غرق منذ سنوات أثناء محاولته إنقاذ طفلٍ من الغرق. غيمة الموت تخيم على العائلة، وذكرى الشاب الراحل حاضرة في أغلب أحاديثهم. الأب الذي فقد وريثه الأكبر، ويشعر بخيبة أمل في ابنه الآخر لأنه لم يرغب في أن يكون الوريث التالي. والأم/الجدة التي تطارد فراشة صفراء دخلت خلسة للمنزل لإيمانها أنها روح ابنها جاءت معهم بعد أن زاروا قبره، والابن الآخر الذي نجا لكنه لم يعد كافيًا لوالده خائب الأمل، حتى أنه يظن أحيانًا أن عائلته تمنت لو كان هو الراحل لا شقيقه الأكبر.
بنعومة وهدوء يعرض (كور-إيدا) أحداث يومٍ واحد في حياة هذه الأسرة التقليدية التي تمر بحدث غير تقليدي. دون مواجهات عاصفة بين الأبطال، دون حوارات مليئة بالفلسفة تصلح لاقتباسها لاحقًا، لكنها لا تدور حقيقة على لسان أفراد العائلات العادية في أيامهم العادية. بصورة تلقائية يتصرف الجميع، يختلفون، يتصارحون أو يتشاجرون، تلك المراوغات المستمرة بينهم هي ما يجعل علاقتهم أكثر تماسكًا، لأنهم بالنهاية يدركون الروابط التي تجمعهم كعائلة ومدى متانتها.
لقطة من فيلم I Wish.jpg
الأب بين النقد والاحتفاء
بعد عودته من معسكرات العمل في روسيا، وقع والد (كور-إيدا) في هوى المقامرة. كان من الممكن أن يحصل على راتبه لينفقه كاملاً في يومٍ واحد في مضمار سباق الخيل، أو الدراجات، أو حتى المراكب. كذلك كان والد بطل فيلم After The Storm الذي كتبه وأخرجه عام 2016. بالفيلم يعاني البطل من ظروفه المادية القاسية التي تمنعه من سداد نفقة طفله، وبينما يستنكر على والده الراحل سعيه الدائم وراء المقامرات والرهانات الخاسرة؛ نجده ينفق أمواله كاملة على الرهانات الخاسرة. لم يكره (كور-إيدا) والده، ولم يكرهه بطل فيلمه، بالنهاية تفهّم كل منهما ما دفع والده للمغامرة والمقامرة، فاشترى البطل لطفله بطاقات اليانصيب، مجيبًا على استنكار والدة الطفل، زوجته السابقة بتبريره: “اليانصيب ليس مقامرة. إنه حلم. حلم يمكن شراؤه بثلاثين ينا.”
مطاردة الأحلام الضائعة هي ما يجعل بطله يحيا على مجد جائزة وحيدة نالها عن رواية قصيرة كتبها في الماضي، ثم لم يعرف كيف يكتب غيرها فانتهى به الحال إلى العمل كمحققٍ خاص يتحايل على زبائنه ليحصل على أجرٍ إضافي ينفقه قبل أن يعود لمنزله، لكنه في الوقت نفسه يجاهد بطريقته حتى لا يصير أبًا سيئًا أو غائبًا عن حياة ابنه. تلك العلاقات المعقدة بين الآباء والأبناء وجدت بأغلب أفلام (كور-إيدا)، لكنها أكثر تجليّاً في فيلم Like Father, Like Son الذي أخرجه عام 2013 ونال عنه جائزة لجنة التحكيم في مهرجان (كان). في الفيلم يضع (كور-إيدا) عائلتين في اختبارٍ صعب، إذ يكشف لهم المشفى الذي وُلد فيه ابناهما أن الطفلين قد تم تبادلهما، ما يعني أن كل عائلة تربي طفل العائلة الأخرى. أسرتان مختلفتان تمامًا في طرق التربية، والمستوى الاجتماعي، وأبان يوضعان على المحك وكل منهما يكتشف معاني جديدة للأبوة، وروابطٍ بأطفالهما قد تتغلب على رابطة الدم.
بأفلامه العائلية رسّخ (كور-إيدا) لنفسه مكانة مميزة لم يضاهيه فيها أحد. قد يشبهه البعض بمواطنه الأسطوري (يوسيجيرو أوزو)، ويرى هو نفسه أقرب إلى الأيرلندي (كين لوتش)، لكنه بالنهاية له طابعه الخاص، فأفلامه هادئة في العموم، وكتومة في التعبير عن العاطفة، لكنها غنية بالتفاصيل العادية والمشاعر العميقة غير العادية. قد لا تعتبر ميلودراما صريحة مقبضة، لكنها دراما ناضجة ومقربة لنفوس المشاهدين على اختلاف ثقافاتهم ما يجعلها تستحق المشاهدة والاهتمام..
هيروكازو كورئيدا (باليابانية: 是枝 裕和) هو مخرج وكاتب سيناريو ياباني، ولد في 6 يونيو 1962 في طوكيو. مسيرته
عمل هيروكازو كورئيدا مساعد مخرج أفلام وثائقيية في بداية مسيرته الفنية. وفي أعماله الدرامية حافظ على طريقة واقعيية في سرد الأحداث والتصوير. فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان السينمائي عن فيلم من شابه أباه فما ظلم (فيلم).[9] أفلامه
جنات مهيد (مواليد 6 يناير1986) هي مغنيةمغربية، حاصلة على الجنسية المصرية.[3] تعد من أبرز المطربات الشابات في الوطن العربي. شاركت جنات لأول مرة في مسابقة غنائية في المغرب بعنوان «نجوم الغد» عند بلوغها سن الثامنة، ووقفت بكل اقتدار علي خشبة المسرح مصحوبة بفرقة موسيقية، وقد فازت بالجائزة الأولي، وتتالت بعد ذلك مشاركاتها في المسابقات الغنائية المحلية. وعند بلوغها سن الخامسة عشر شاركت في مهرجان ليالي دبي، وحصلت علي جائزة أفضل صوت غنائي في الوطن العربي عام 2000، لتتـلقي بعدها دعوة من السيدة رتيبة الحفني مديرة دار الأوبرا المصرية للمشاركة في إحياء أحد الحفلات في المسرح الكبير، وكانت تلك المرة الأولى التي تقف فيها أمام الجمهور المصري.
خلال مشاركتها في حفل دار الأوبرا انتبه إلى موهبتها وقدرتها الصوتية المنتج أحمد الدسوقي، وعزم على التعامل معها، ولكنها كانت في الخامسة عشر من عمرها وما زالت تتابع تعليمها في المغرب، مما تسبب في صعوبة إتمام التعاقد بينهما. بعد إنهاء دراستها وحصولها علي الشهادة الجامعية في إدارة الأعمال تفرّغت جنات كليا للغناء، وأصدرت أغنيتها الأولي أفهمني حبيبي سنة 2004، وقد صورتها بطريقة الفيديو كليب.
وقامت مؤخرا بإصدار أغنية وطنية مغربية تحت عنوان ماما أفريكا بمناسبة رجوع المغربالإتحاد الإفريقي، رفقة نجوم من الساحة الفنية الأفريقية.
نشأتها
نشأت جنات مع ثلاث أشقاء، وكانت هي الأصغر والفتاة الوحيدة بينهم. وبما أنها الأصغر كانت جنات محط رعاية واهتمام الجميع. وبفضل هذا الاهتمام اكتشفت عائلاتها أن ما يجذب أذنها ليست أغاني الأطفال التي تناسب سنها، ولكن الأغاني العميقة التي حفظتها وبدأت تغنيها. ومن هنا قدمت أسرتها كل الدعم لموهبتها، وخاصة أمها التي تمتلك صوتا عذبا، ولكنها استخدمته في الغناء في المناسبات العائلية فقط. عندما بلغت الثامنة من عمرها اشتركت في مسابقة غنائية في المغرب، ووقفت لأول مرة في حياتها علي مسرح مصحوبة بفرقة موسيقية. ورغم صغر سنها لم تشعر جنات بالخوف ولم تكتفي بالفوز بالمركز الأول بالمسابقة، ولكن اشتركت لاحقا في ثلاث مسابقات أخرى في المغرب، وفازت بالمركز الأول فيهم جميعا. كما فازت بالمركز الأول في مسابقة رابعة بالإسكندرية قبل أن تفوز بالمركز الأول أيضا في مهرجان السياحة والتسوق في دبي. دعتها رتيبة الحفني لتغني كضيفة شرف بمهرجان القاهرة للموسيقى العربية، والذي أُقيم في دار الأوبرا. أوقفت جنات بعد ذلك نشاطها الفني حتى حصلت على شهادة إدارة الأعمال والتسويق. منذ ذلك الحين احترفت جنات الغناء، وأصدرت في 2004 أغنيتها أفهمني حبيبي التي صورتها بطريقة الفيديو كليب. في ذلك الوقت كان المنتج أحمد الدسوقي يبحث عن أصوات جديدة، وأعجبه صوت جنات، ليوقع معها عقدا عام 2005، ومن يومها بدأت جنات في الإعداد لألبومها اللي بيني وبينك، ليتم صدوره في يوليو 2006. استغرق إعداد الألبوم عام ونصف عام لرغبة المنتج أحمد الدسوقي أن يحقق ألبوم جنات نجاح ساحق. سجلت جنات 21 أغنية، لكن لم يتضمن ألبومها سوى 10 أغاني فقط. حقق ألبومها نجاحا كبيرا، وصورت أغنيتها أكثر من سنة، وإحساسها عالي بما ينعكس علي أغانيها. أغاني الألبوم تنوعت بين: أغاني الحب، والأغاني الحزينة، والأغاني التي تعبر عن أفكار ومشاعر المرأة القوية. تم تكريمها من قبل القناة المصرية دريم 1، وذلك مساء ليلة رأس السنة في الاحتفالية بحلول العام الجديد، وكان التكريم للأميرة الواعدة بمناسبة كونها أجمل صوت لعام 2006.
بداية التعاقد مع المنتج أحمد الدسوقي
بدأت جنات حياتها الفنية وهي تغني في مهرجانات الموسيقي ببلدها، ثم تمت دعوتها أكثر من مرة للغناء في مهرجان الموسيقى العربية بمصر، وكانت الفرصة التي رآها فيها المنتج أحمد الدسوقي، وتعرف على صوتها، وشعر بموهبتها القوية، فطلب منها أن ينتج لها، ولكنها كانت في الخامسة عشر من عمرها وما زالت تستكمل تعليمها في المغرب، مما تسبب في صعوبة إتمام التعاقد بينهما. ثم عاد ورآها عام 2004 بعد نجاح ألبوم حاتم فهمي الأول مش من حقك مع شركة جود نيوز فور ميوزيك، فتحمست لفكرة التعاقد بينهما وأن ينتج لها أحمد الدسوقي، خاصة بعد أن لمست قدرته على تحقيق النجاح الذي تحلم أن تصل إليه في بداية مشوارها الفني بعد ما قدمه مع حاتم.
اللي بيني وبينك
تم التعاقد بين جنات والمنتج أحمد الدسوقي، وقدما معا أول ألبوماتها اللي بيني وبينك عام 2006، وصورت منه أغنيتين أكتر من سنة التي تم عرضها مع طرح الألبوم، وأغنية بحبك التي تم عرضها عام 2007، والإثنين من إخراج محمد جمعة. وحصل الألبوم على جائزة الإسطوانة الذهبية من شركة التوزيع إيمي لتحقيقه أعلى نسبة مبيعات في الوطن العربي، وتسلمتها في مايو 2009، بعد طرح ألبومها الثاني حب امتلاك.
قامت جنات بتسجيل أغنيتين تم طرحهم في كوكتيل جود نيوز 1 بشهر يوليو 2008، الأولى بعنوان حبيبي على نياته كلمات الشاعر بهاء الدين محمد، وألحان محمد الصاوي، وتوزيع هاني يعقوب، وتم تصويرها بطريقة الفيديو كليب مع المخرج يونس. وحصلت جنات علي هذة الأغنية علي جائزة ART كأفضل سنجل في عام 2008، بعد أن فازت بنسبة 80% من أصوات الجمهور المشارك في التصويت، والذين بلغ عددهم 45 ألف، ليختاروا الأغنية من بين 90 أغنية أخرى.
والأغنية الثانية لجنات في الألبوم هي أغنية عليك بإيه كلمات الشاعر حسام الدين محمد، وألحان محمد الصاوي، وتوزيع هاني يعقوب.
حب جامد هو الألبوم الثالث الرسمي للفنانة جنات. الألبوم من إنتاج شركة روتانا. احتوى الألبوم على 13 أغنية، وتنوعت لهجات الألبوم ما بين المصريةوالمغربية.
بنفس الكلام
يعد الألبوم الرابع للفنانة جنات، وهو من إنتاج شركة روتانا أيضاً، تم طرح الألبوم عام 2016 وهو مكون من 10 أغاني.
أغنية «شكرا ع الرسالة»
واحدة من أشهر أغاني جنات صدرت في ألبوم «حب جامد» تعاقدت عليها شركة روتانا في البداية لصالح المطرب الكبير فضل شاكر الذي قام بتسجيلها بالفعل ولكنه اعتزل قبل صدورها فغنتها جنات وحققت بها صدى واسعا وهي من كلمات الشاعر خالد الشيباني وألحان وائل عقيد وتوزيع يحيى يوسف.
جنات هي مغنية مغربية الجنسية، اشتهرت بالغناء باللهجة المصرية،
وفيما يلي أهم المعلومات عنها:
[١] الاسم الحقيقي: جنات محجوب مهيد. الاسم الفني: جنات. تاريخ الولادة: 6 يناير 1986. مكان الولادة: واد زم، المغرب. الجنسية: المصرية، المغربية. مكان الإقامة: الجمهورية العربية المصرية. المهنة: مغنية. نشأة المغنية جنات نشأت جنات في مدينة واد زم بالمغرب وأمضت معظم حياتها فيها، كانت عائلتها متوسطة الحال بالإضافة لكونها عائلة فنية، فأمها تمتلك صوت عذب، وهي الأخت الصغرى من بين 3 أشقاء، اهتمت جنات بالغناء والفن منذ صغرها، فقد شاركت في مسابقة “نجوم الغد” بالمغرب عندما كانت طفلة في 8 من عمرها، وعندما بلغت 15 من عمرها شاركت بالغناء في مهرجان ليالي دبي، درست جنات في قسم إدارة الأعمال وحصلت على شهادتها الجامعية، بعد ذلك تزوجت من رجل مصري وهو محمد عثمان نعمان وبذلك تم منحها الجنسية المصرية أيضاً، ورزق الثنائي بطفلتين.[٢] بداية مشوارها الفني بدأت الفنانة الشابة المغربية جنات مسيرتها الفنية عندما أصدرت أغنية “افهمني حبيبي” والتي تم عرضها في عام 2004، وكانت هي بداية انطلاقها وحققت نجاحاً كبيراً، وبعد نجاح أغنيتها تعاقدت مع المنتج أحمد الدسوقي وهو صاحب شركة جود نيوز فور ميوزيك في عام 2005، حيث أنتج لها أول ألبوم غنائي في عام 2006 بعنوان (اللي بيني وبينك)، والذي حقق نجاحاً كبيراً وضم مجموعة متنوعة من الأغاني.[٣] الأعمال الغنائية والألبومات للفنانة جنات قامت الفنانة جنات بتقديم العديد من الأعمال الفنية نذكر منها:[١] ألبوم “اللي بيني وبينك” عام 2006م. أغنية “حبيبي على نياته”، وأغنية “عليك بإيه” عام 2008م. أوبريت “أمي ثم أمي” مع مجموعة من الفنانين عام 2008م. ألبوم حب امتلاك عام 2009م. مقدمة مسلسل حكايات وبنعيشها عام 2009م. ألبوم “حب جامد” عام 2013م. مقدمة مسلسل قصص النساء في القرآن عام 2013م. ألبوم “بنفس الكلام” عام 2016م. أغنية “أنا في إنتظارك” عام 2020م. الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها جنات حصلت الفنانة جنات على العديد من الجوائز نذكر منها:[٣] أفضل مطربة صاعدة من كلية إعلام جامعة القاهرة عام 2006. أفضل مطربة شابة من قناة دريم عن سنة 2006. أفضل مطربة شابة لعام 2006 و2009 من إذاعة الشرق الأوسط المصرية عام 2007. أفضل مطربة من جمعية روتاري الخيرية عام 2009. تكريم تميز ألبوم جنات حب امتلاك من جريدة الموجز عام 2009. جائزة الأسطوانة الذهبية من شركة التوزيع إيمي عن أعلى مبيعات لألبومها اللي بيني وبينك في الشرق الأوسط تسلمتها في دولة الإمارات 2009. أفضل مطربة شابة من مجلة دير جيست في 2009. جائزة أفضل ألبوم “حب امتلاك” من مهرجان شبكة راديو وتلفزيون العرب في 2010. أفضل مطربة شابة من Middle East Music Awards أو جوائز الشرق الأوسط للموسيقى في 29 مايو 2010. تكريم من مهرجان روتردام الهولندي في 2010. تكريم من مهرجان الإسكندرية الغنائي في 2010. جائزة عن أفضل مطربة شابة لسنة 2013 من مجلة دير جيست في يناير 2014.
جولييت بينوش (بالفرنسية: Juliette Binoche)، ولدت في 9 مارس1964 في باريس، هي ممثلة فرنسية حصلت علي جائزة الأوسكار عن دورها الثانوي بفيلم المريض الإنكليزي، كما رشحت للأوسكار عن دورها الرئيسي بفيلم شوكولا والذي شاركها في بطولته أيقونة السينما جوني ديب.[15][16][17]
بدايتها
ولدت جوليين بينوش في باريس في 9 مارس 1964 لوالد يعمل في إخراج الأفلام ووالدة ممثلة، وفي سن الخامسة عشرة، أرسلها والدها إلى مدرسة ثانوية متخصصة لدراسة الفنون ثم التحقت بالكونسرفتوار الوطني للفنون الدرامية في باريس.
في سن الثامنة عشرة، حصلت على دور بسيط في فيلم (Liberty Belle) وعملت بعدها على تطوير مسيرتها فشغلت وظيفة موديل لأحد الرسامين وبائعة في أحد المتاجر التنويعية.
مشوارها الفني
في سنها الرابع والعشرين حصلت جولييت على فرصتها الأولى للمشاركة في فيلم كبير عندما حصلت على دور في فيلم “خفة الوجود التي لا تطاق” عام 1988، الذي أخرجه فيليب كوفمان وقد أظهرت بينوش أداء رائعا في هذا الفيلم كانت نتيجته حصولها على المديح من النقاد إلى جانب العروضات للعب الأدوار الرئيسية في مجموعة من الأفلام الأخرى بما في ذلك الجزء الأول من ثلاثية المخرج كريستوف كييسلوفسكي الشهيرة «ثلاثية الألوان: أزرق» عام 1993، الذي نالت عن دورها فيه جائزة سيزر لأفضل ممثلة.
أيقونة السينما الفرنسية جولييت بينوش: جذوري مغربية
الثلاثاء 2013/12/03
جولييت بينوش مكرمة في أرض أجدادها
مراكش – بصمت النجمة الفرنسية جولييت بينوش تاريخ السينما العالمية، ومنحتها بعضا من أجمل إبداعاتها، وذلك على مدى ثلاثين سنة (1983-2013) من العطاء الثري والتألق الفني الجميل.
وكشفت بينوش، خلال حفل تكريمها من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 13، أن أباها الذي كان نحاتا، ولد وترعرع في تزنيت وأكادير ودرس بمراكش وتعلم اللغة العربية قبل أن يتكلم اللغة الفرنسية، وأن جدها، الذي كان ممثلا هاويا، دفن في المغرب أيضا.
وأضافت بينوش، التي تلقت دروسها الأولى في التمثيل على يدي والدتها الفنانة ومدرسة الآداب، أنها استقبلت في ورزازات بالحفاوة المعهودة لدى المغاربة حين توجهت إلى هناك في السنة المنقضية، لتصوير فيلمها الأخير (ألف مرة ليلة سعيدة) 2013.
سفر داخلي
وتوجهت الفنانة الفرنسية بالامتنان لسينمائيين عديدين وأناس آخرين، ومن ضمنهم شقيقتها ماريون، الذين ساعدوها في الظل وعلموها “السفر الداخلي” حيث الطمأنينة والأمان ومحبة الآخرين.
وأعرب المخرج الفرنسي برونو ديمون عن إعجابه الشديد بجولييت بينوش التي شخصت دور “كامي كلوديل” في فيلمه الأخير (2013) الذي يحمل العنوان ذاته، معتبرا أن “وجهها هو الأجمل، لأنه الأكثر إنسانية وتعبيرا عن الأحاسيس جميعها”.
وأضاف المخرج الفرنسي، خلال حفل التكريم الذي تخلله عرض لقطات من أفلام شاركت فيها جولييت بينوش، أن هذه الأخيرة: “تشتغل السينما بلطف ومرونة ومرح، وتمتلك لغزا هو الألق الذي يتجلى في مختلف تصرفاتها وطريقة تشخيصها لأدوارها ومجمل حياتها”. وتم بمناسبة حفل تكريم جولييت بينوش، عرض فيلم (ألف مرة ليلة سعيدة) لمخرجه الدانماركي إريك بوبي، والذي شخصت فيه الممثلة الفرنسية المكرمة دور مصورة حرب تعود إلى بيت أهلها بعد إصابتها بجروح بليغة في تفجير انتحاري.
جوائز عالمية
يذكر بأن جولييت بينوش حازت جائزة التمثيل في مهرجان البندقية، وجائزة سيزار أحسن ممثلة، وجائزة الدب الفضي بمهرجان برلين، وكذلك أوسكار أحسن دور ثانوي عن تجسيدها لدور الممرضة “آنا” في فيلم (المريض الإنكليزي) لأنطوني مينكيلا لتصبح ثاني ممثلة فرنسية تحصل عليه بعد سيمون سينيوري.
شكل فيلم (ليبرتي بيل) لباسكال كاني عام 1983 شهادة ميلاد الممثلة جولييت بينوش، قبل أن تؤدي عام 1984 أدوارا ثانوية في أفلام فرنسية أخرى مع أندري تيشيني (الموعد) وآنيك أنوي (الفتيات) وروني فيكتور (الحياة الأفضل) وجان لوك غودار (أحييك يا مريم) وبوب ديكو (وداعا فريد).
ثم دخلت بينوش السينما العالمية فشدت الأنظار إليها، خاصة بعد أدائها دورا رئيسا إلى جانب الممثل دانيال داي لويس في فيلم (خفة الكائن التي لا تحتمل) التي اقتبسها فيليب كوفمان عن رواية ذائعة الصيت للروائي ميلان كانديرا، لتتوالى نجاحات الفنانة الفرنسية على مستوى العالم.
وتسابق كبار المخرجين العالميين، من أمثال فيليب كوفمان وهسياو هسيان وجان لوك غودار وعباس كياروستامي وبرونو ديمون، لمنح أدوار البطولة المطلقة وغيرها لهذه الممثلة الفرنسية الرقيقة التي تجسدها بحب وعمق وبطريقتها الخاصة.
فان كوخ… المنتصر في حربه ضد الجنون
مجلة الحياة التشكيلية
ترجمة و إعداد رنده القاسم
مع التطور التكنولوجي نالت لوحاته اهتماما جديداً واسعاً بأشكال جديدة، ما يزال أكثرها تأثيراً معرض لوحاته ثلاثي الأبعاد الذي تنقل بين بلدان عدة ومدن كثيرة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، واضعاً زواره في قلب الصور المتحركة واسعة النطاق للوحاته الشهيرة التي يتم عرضها على الجدران والسقوف والأرضيات، في معرض كبير أو ساحة مستودع. بحيث أمكن لعشرات الالاف من عشاق فنه التقاط صور تذكارية أمام لوحاته العملاقة، وكأنهم جزء من هذه اللوحات.
تطلب العرض الثلاثي الأبعاد 98جهاز عرض، و46452 متراً مربعاً من الإسقاطات، و118800 إطار فيديو. وتبلغ مساحة سطوح العرض 76154 متراً مربعاً، أي حوالي ملعب ونصف لكرة القدم. حددت أماكن الوقوف ضمن دوائر متباعدة اجتماعيًا موضحة باللون الأبيض. وفي بعض العروض احتوت كل دائرة على كرسيين أو ثلاثة، أو مقعد، وبقي بعضها فارغاً بحيث يمكن للزوار الوقوف أو الجلوس على الأرض أو الاستلقاء. يستمر العرض الواحد حوالي 35 دقيقة ويتم تكراره. ويمكن للزائر البقاء لعدة عروض. كما يمكنه الانتقال إلى دائرة جديدة في الأمام أو الخلف، أو إلى الجانب الآخر من الغرفة للحصول على زوايا رؤية مختلفة. اختيرت للعرض مجموعة من أشهر أعمال فان جوخ يمكن التعرف عليها مجتمعة، او في التفاصيل. من هذه اللوحات: ليلة النجوم (ليلة مرصعة بالنجوم)، عباّد الشمس، زهرة السوسن، الخشخاش، غرفة النوم، إزهار شجرة اللوز، شجرة التوت، مقهى الليل، وأكلوا البطاطا.
“إن ما يدفع الجماهير لمحبة فنسنت فان كوخ هو شعور بالدَّين الجماعي لهذا الفنان الذي عاش حياته فقيرا ووحيدا ومعذبا ولم يشهد كيف أصبح -هو نفسه – أحد رموز الفن المعاصر، وأصبحت لوحاته أيقونات عالمية”، كلمات وردت بقلم المفكرة الفرنسية المعاصرة ناتالي إينيك في كتابها (سوسيولوجيا الفن) وأضافت إن غزارة الدراسات التي تناولت فان كوخ وفنه تعزز الفكرة الشائعة بين المعجبين بأن نهايته المأساوية كانت نتيجة عدم الفهم الذي تعرضت له أعماله.
ومما أكد اهتمام الناس بشخص فان كوخ، هو ذاك الطابور الطويل من البشر الذي انتظروا ساعات طويلة ليتمكنوا من الدخول إلى معرض أقيم في العاصمة البريطانية لندن وضمت رسائل للفنان الهولندي الشهير.
في الثاني من أيار (مايو) عام 1889، كتب فنسنت فان كوخ رسالة لأخيه (ثيو) من مشفى في (أرليس) الفرنسية ليكشف عن نية لا تحتمل. إذ قرر، ولأسباب عدة، بأن أكثر ما يناسبه هو الانضمام للجيش. وأعرب فنسنت عن قلقه من رفض محاولته بسبب ما أسماه (الحادث) وبالتأكيد هذا ما كان.
أما الحادث فهو ما وقع خلال فترة أعياد الميلاد في السنة السابقة، إذ عانى من أزمته الشهيرة وبلغ الأمر ذروته مع قطعه لأذنه. وبعد ذلك أصابته سلسلة من الانهيارات العقلية وكان من بين أعراضها الهلوسة السمعية والخوف من أن جيرانه يحاولون تسميمه، وأمضى معظم السنة مع مراقبة طبية.
ولكن الغموض والمفارقة في قضية فان كوخ، وهي الأشهر في تاريخ الفن، تكمنان في أنه خلال الأشهر التي أدت لهذه الكارثة بل وحتى بعد وقوعها باستثناء فترة المعاناة الحادة، استمر بالعمل ورسم روائع فنية تعتبر الأشهر عالميا مثل (كرسي فنسنت) و (كرسي غوغان) وكلاهما في تشرين الثاني (نوفمبر) 1888.
إذن ما هي مشكلة فان كوخ؟ وهل ساعدته أم أعاقته؟ بكلمة أخرى هل كانت مشاكله العقلية مكملة لموهبته أم أنها واحدة من المشاكل الكثيرة التي عانى منها؟ ولكنها بالتأكيد كانت السبب في رفض الفيلق الخارجي الفرنسي رغبته بالانضمام له، وكان فان كوخ قلقا من أن تعتبر رغبته هذه تصرفا مجنونا أو محاولة للتضحية بالذات، وأشار بحزن إلى إرادته العيش في بيئة تجبره على إتباع القواعد كما في المشفى أو الجيش فعندها فقط سيشعر بالهدوء.
وبعد أقل من أسبوع من كتابته لرسالته، أي في 8 أيار، سمح له وفقا لرغبته بالدخول إلى مشفى الأمراض العقلية وبقي هناك لأكثر من سنة وغادر ليعيش شمال باريس تحت إشراف الطبيب، وهناك أطلق بنفسه رصاصة على صدره في 27 تموز (يوليو) 1890 ومات بعد يومين وهو في السابعة والثلاثين من عمره.
التراجيديا الحادة التي غلفت حياته خلقت صورتين متناقضتين عن فان كوخ. فالعامة تراه فنانا بدائيا مجنونا، يعمل وفقا لنوبات من الإلهام ويشرب المسكرات حتى الثمالة ويتصرف بغرابة. ومن جهة أخرى يفضل مؤرخو الفن التأكيد على فان كوخ آخر: مفكر وقوي الملاحظة أعماله نتيجة لتخطيط حذر هذا عدا أن رسائله تكشف النقاب عن إنسان ذكي وفصيح.
والواقع أن الصورتين تحملان شيئا من الحقيقة. لأن فان كوخ قام بأفعال غريبة ولكن غير مؤذية وفقا لشهادات جيرانه في أرليس، وكان سكيرا وهو نفسه تحدث عن ذلك واعترف بأنه وصل لدرجة الأصفر الفاقع بخلط قهوة مع كحول. ولكنه كان يعمل بسرعة مدهشة وتباهى بأنه خلال ساعة فقط رسم السيدة جينوكس زوجة صاحب مقهى وذلك بداية تشرين الثاني عام 1888.
غير أنه طالما اشتكى من الشعور بأن دماغه أثناء الرسم يبذل جهدا كبيرا في الحسابات الجافة لأجل الموازنة بين الألوان، كحال ممثل يؤدي دورا صعبا على خشبة المسرح، حيث عليك التفكير بآلاف الأشياء في وقت واحد خلال نصف ساعة ولكن الشيء الوحيد الذي كان يعزيه ويلهيه الخمر أو الكثير من التبغ ” وكل ذلك قد يبدو تصرفات بوهيمية، ولكن، وفقا لرسائله واسكيتشاته، كان فان كوخ يفكر مسبقا بكثير من الوضوح. فالسيدة جينوكس عملت لأشهر في الفندق الذي أقام به وبلا شك قدمت له الكثير من المشروب، ما يعني أنه امتلك الكثير من الوقت للتفكير بكيفية رسمها قبل القيام بذلك فعليا وسط نوبة من الطاقة.
والأكثر من ذلك أن فان كوخ كان قارئا ويفكر بعمق وكان شرها في قراءة الروايات والجرائد وبشكل عام يميل مؤرخو الفن إلى اعتبار مشاكل فان كوخ العقلية غير ذات صلة وركزوا على أعماله وكلماته، فمن الصعوبة بمكان تشخيص حالة رجل مات قبل أكثر من مائة عام. ولكن هذا لم يحول دون محاولات كثيرة نتج عنها افتراضات متفاوتة مثل: تسمم بالرصاص، الهلوسة، داء مينيير (اضطراب في الأذن الداخلية)، ضربة شمس حادة، شيزوفرنيا، الزهري، الصرع، عدم توازن في الهرمونات أو اضطراب في الشخصية. ولكن هل من طريقة لضحد هذه الافتراضات الطبية؟ ربما، ولكن لا يمكن أن ننكر وجود مشكلة راسخة ومستمرة أتعبت فان كوخ كما قال هو نفسه.
وبالمقاييس التقليدية، كانت حياته غريبة الأطوار، ولد في قرية هولندية عام 1853 من أسرة فقيرة يعيلها والده الكاهن، وكان فنسنت أكبر إخوته الستة، ومنذ طفولته بدا ميالاً إلى العزلة محباً للطبيعة، متمسكاً بالقيم الروحية.
قرر أبوه أن يعمل ابنه الأكبر فنسنت في تجارة الفن غير أنه ترك هذه المهنة واتبع خط أبيه، ولكنه لم يكمل محاولته بتعلم اللاهوت وعوضا عن ذلك أضحى واعظا في مناجم الفحم البلجيكية ولم يكن يملك المؤهلات في المدرسة التبشيرية ورغم ذلك تابع الوعظ إلى أن تم طرده. واستمر بالعمل التطوعي إلى أن قرر أخيرا أن يغدو رساما. والمذهل أنه خلال السنوات العشر الأولى رغم بدايته غير المستقرة والمفتقدة للتدريب أبدع أعمالا تعتبر من الأهم في الفن الغربي.
وإلى حد ما لملم الفن شتاته ويمكن القول بأن الجهود اليومية للفت انتباهه للواقع، على سبيل المثال رسمه للكرسي، كانت عملية علاجية حتى وإن كان الأمر ينتهي به إلى زجاجة الخمر. واستمر فان كوخ ببذل الجهود باستثناء الأوقات التي كانت حالته العقلية في الحضيض. وهنا نتحدث عن جانب آخر في مشكلته وهي أنها كانت متقطعة فبعد أيام من الأزمات الحادة يعود لإنجاز روائعه. وهذا الأمر قد يفترض إصابته بالاكتئاب المهووس أو ما يسمى هذه الأيام بالاضطراب ثنائي القطب. إذ كان يمر بفترات اكتئاب يتلوها فترات من الطاقة والابتهاج.
ولكن يبقى الشيء الأكيد بان المشاعر التي كان يرى فيها الأشياء العادية ويصورها تعبر عن حالة من اليأس مع محاولات لربط نفسه بالواقع.
ويمكن القول إن فان كوخ لم يكن فنانا مجنونا بل كان رساما عظيما جدا خاض حربا داخلية ضد الجنون، لقد كانت حياة فان كوخ الدراماتيكية القصيرة، وأعماله الفنية المتميزة التي أثرت في تطور المدارس الفنية التي تلت وفاته كفيلة بجعل هذا الفنان شخصية تاريخية عالمية، وصورة نمطية ومثالية للفنان المتمرد، فقد أنتجت أفلام سينمائية عن حياته، وتوزعت لوحاته في أكبر المتاحف العالمية، ولاسيما متحف فان كوخ في أمستردام، ويحتفل العالم كل عام بذكرى ولادته ووفاته، ووصلت أسعار لوحاته اليوم إلى مبالغ خيالية.
وفي عام 2021 قامت مجموعة ليغو الدانماركية بتحويل لوحة (ليلة مرصعة بالنجوم) إلى لعبة (ليغو) ثلاثية الأبعاد، بحيث يمكن إعادة بناء لوحة المبدع فان كوخ اعتماد على التقنية ثلاثية الأبعاد وقال مصمم اللعبة، ترومان تشينغ، والذي يعتبر نفسه أحد عشاق المبدع الهولندي الراحل: “كثيرا ما حلمت بإعادة بناء أحد أعمال فان كوخ منذ طفولتي بوصفي أحد عشاقه، وقد حان الوقت لتحقيق حلمي الصغير”.. وأوضح ترومان أن الفكرة حصلت على إعجاب وموافقة نحو عشرة آلاف شخص طرحت عليهم الفكرة في استفتاء أجرته الشركة. واللعبة مكونة من نحو 1،552 قطعة وعليك تجميعها وإعادة النسيج الإبداعي لها مرة أخرى.
الغريب أنه خلال حياته رسم فنسنت فان كوخ أكثر من 1500 لوحة فنية لم يبع منها سوى لوحة واحدة، وعرف فشلا ذريعا في الترويج لأعماله وعاش الفقر، أما سبب شهرته بعد رحيله، فهو معرض أقيم عام 1901 في باريس وضم سبعين من لوحاته، ولم يكن فان جوخ الذي مات قبل ذلك المعرض بإحدى عشر عاما ليعلم أن أعماله سوف تحوز على إعجاب عالمي كبير، وليكون هذا المعرض بداية شهرة واسعة له ولأعماله التي أصبحت تباع بمبالغ ضخمة، مثل لوحة عباد الشمس، التي حققت مبلغ أربعين مليون دولار في مزاد عام 1987.
وربما نجد نفسنا نكرر ما قلنا في البداية، وهو أن حبنا للفنان لفنسنت فان كوخ قد يكون نتيجة تعاطف جماعي أو ربما إحساس موروث بالذنب تجاه إنسان عاش مقهورا، ولم يشهد قلبه الحزين تحوله هو نفسه إلى أيقونة إنسانية وفنية عالمية.
للمزيد من صور أعمال الفنان فان كوخ: https://www.facebook.com/photo/?fbid…98400687016233
*************************************
Eyad Albelal، وممدوح قشلان
تتحدث الحلقة الجديدة من (متحف الوطن الافتراضي) عن الفنان إسماعيل حسني ابن جيل الرواد الأول وشريك نهضة الفن التشكيلي في حلب. وكانت تمت الإشارة غير مرة إلى أن مؤرخي الفن التشكيلي السوري قد أطلقوا على مجمل التجارب التي بدأت تُعرض للجمهور مع مطالع القرن العشرين تسمية (الفن التشكيلي السوري الحديث)، واعتمد أكثرهم وجهة نظر الناقد الراحل طارق الشريف الذي تحدث عن جيلي الريادة والحداثة. وسبق أن أشرت هنا أني مع كل التقدير الذي احمله لطارق الشريف وانجازه، أفضل إضافة وصف جيل الرواد الثاني، إلى جيل الحداثة، حيث أن هناك ضرورة للحديث عن جيل ثانٍ من الرواد، من أجل دقة التوصيف من جهة، ومن أجل تأكيد أهمية الدور الكبير الذي أداه فنانو الجيل الأول، وما تركوا من إرث فني يستحق التقدير، من جهة ثانية. وهذا الوصف الإضافي يحدد دور الجيل الثاني من جهة، وينصف الجيل الأول من جهة أخرى، فلا يجعل الثاني انفصالاً عنه، وانما استمراراً له. ففي موجة الابتهاج بالحداثة يغيب احياناً الحديث المنصف عن جيل الرواد، الذي يأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي احاطت بهم، وشجاعتهم في مواجهتها، وكذلك أيضاً العمق الفكري والثقافي الذي تستند اليه (مغامرتهم التشكيلية) وهو ما يمكن التعرف عليه عن كثب من الدراسة العميقة للسير الحياتية والابداعية لتوفيق طارق ومنيب النقشبندي وغالب سالم وعبد الوهاب ابو السعود وسعيد تحسين ورشاد مصطفى وميشيل كرشة وخالد معاذ ورشاد قصيباتي ووهبي الحريري وإسماعيل حسني وسواهم.
تقسيم الفن التشكيلي السوري إلى أجيال دعت إليه ضرورة البحث المنهجي. ومع ذلك فإن الفصل التام بين اجيال الرواد الأول والثاني (الحداثة) والثالث (المعاصرون) غير ممكن، حتى لو اعتمدنا المقياس الزمني. ويبدو نصير شورى 1920. نقطة تواصل بين جيلي الرواد، أو بين جيل الرواد وجيل الحداثة. وهو أحد فنانين رائدين ولدا في ذلك العام، ومثلا الحالة ذاتها، أما الثاني فهو إسماعيل حسني الذي كان له دور كبير في نهضة الفن التشكيلي في حلب. وكان مدرساً لعدد من كبار فنانيها ونقادها أمثال: إحسان عنتابي، وأسعد المدرس، ووحيد مغاربة وعبد الرحمن مؤقت، وصلاح الدين محمد، وعلي السرميني، وسعود غنايمي، ومحمود مكي، وعبد القادر منافيخي، وعبد القادر بساطه، و وليد كموش، وعبد الرحمن مهنا…
كان الحال في مدينة حلب مختلفاً قليلاً عما كان عليه في دمشق، فقد شهدت حلب منذ نهاية القرن السابع عشر وخلال القرن التاسع عشر قدوم عددً من الفنانين المستشرقين، الذين قاموا بتصوير معالمها التاريخية، ومشاهد الحياة اليومية في أسواقها وأزقتها، فكان هؤلاء الفنانون نافذة أطل منها الحلبيون على فن التصوير الغربي، وتتلمذ على أيديهم بعض المصورين الحلبيين أمثال نديم بخاش ومنيب النقشبندي. وحين تأسـس المكتب السلطاني (ثانوية المأمون) بحلب فـي مطلع القرن العشرين، عُيّن منيب النقشبندي أول مدرس للفنون فيها، وكان من تلاميذه غالب سالم ووهبي الحريري (تحدثنا عنهما في حلقتين سابقتين) وإسماعيل حسني وقد تابعوا دراستهم الفنية في أكاديمية الفنون الجميلة بروما، وساهموا في تأسيس الحركة الفنية المعاصرة في حلب.
ولد إسماعيل حسني في رأس العين التابعة لمدينة دير الزور لأسرة ريفية (وتذكر بعض المصادر أنه ولد في مدينة الميادين)، وبحكم عمل أبيه كموظف في الدولة انتقل مع أسرته إلى مدينة حلب، ولما يتم بضعة أشهر من عمره، وقدم له هذا الانتقال من بلدة ريفية صغيرة إلى حاضرة كبيرة مثل حلب، فرصة تحديد مسار حياته، حيث بدأت موهبته في الرسم بالتفتح وهو في المدرسة الابتدائية، ووقف الحظ إلى جانبه مرة ثانية حين كان أستاذه في المرحلة الثانوية الفنان الرائد منيب النقشبندي فتعلم منه أصول الفن التشكيلي، إلى جانب اهتمامات إبداعية متنوعة أزهرت في الأعوام التالية في القصة، والنقد، والبحث التاريخي الفني، والمسرح. فنشر عام 1938 مجموعة قصصية من ضمنها قصة (عابر سبيل) التي تحولت عام 1950 إلى فيلم سينمائي غنائي بالاسم ذاته، وكان ثاني فيلم سوري ناطق بعد فيلم (نور وظلام) الذي أنتجه نزيه الشهبندر عام 1947، وقام بإخراج فيلم (عابر سبيل) أحمد عرفان إثر تأسيس أول شركة إنتاج سينمائي في مدينة حلب باسم (عرفان وجالق). وهو فيلم غنائي قام ببطولته نجيب السراج وهيام صلاح وسلوى الخوري.
في عام 1940 عُيّن موظفاً في مقام البوكمال فاتجه للكتابة وتأليف النصوص المسرحية إلى جانب التصوير، ثم انتقل لتدريس الرسم في دير الزور فأسس فيها عام 1943 نادياً فنياً ثقافياً ثم نادي (ابن خلدون) وأول فرقة مسرحية في المدينة أطلق عليها اسم (المسرح الطليعي) قدم معها عدة مسرحيات منها مسرحية (أبو عبد الله الصغير) أو (سقوط غرناطة)، وكان يكتب المسرحيات ويمثل فيها ويخرجها كما ترجم عدة مسرحيات أجنبية.
في عام1952 أوفدته بلدية حلب إلى روما لدراسة الفن حيث التقى هناك بفتحي محمد وأدهم إسماعيل ووحيد إستنبولي. وعمل في العام التالي كمذيع في القسم العربي للإذاعة الإيطالية، ثم تخرج عام 1956 من قسم الزخرفة. ونال في الوقت ذاته إجازة في الإخراج المسرحي من أكاديمية المسرح الحر في روما. وإثر عودته من روما قام بتدريس الفنون في مدارس دير الزور وحلب وفي كلية العمارة بحلب. ونشر نصوصاً عن الفن التشكيلي في مجلة الجندي، ومجلة المكشوف، وإذاعة حلب. وصمم الديكور لعدة مسرحيات. كما شارك في المعرض السنوي منذ عام 1957، إضافة إلى معارض فردية في حمص والجزائر وإيطاليا وأسبانيا، وأخر معرض شارك فيه كان معرض (تحية إلى الفنان لؤي كيالي) بحلب عام 1980 قبيل وفاته في العام ذاته.
في صيف عام 1961 أقامت صالة الفن الحديث بإدارة الأخوين دعدوش مسابقة لانتخاب (ملهمة الفنانين) فازت بنتيجتها الأنسة هالة الميداني باللقب. ومن ثم قام 48 فناناً برسمها في دمشق وحلب كان منهم إسماعيل حسني. الذي نملك صورة له أثناء الرسم، وصورة غير دقيقة للوجهية (البورتريه) التي صورها والتي تشير إلى أسلوبه الواقعي الحديث، والأوضح منها وجهية لرجل غير مؤرخة (قد يكون الأديب وليد إخلاصي). وهناك لوحة بعنوان (أمومة) منشورة بالأبيض والأسود تعود لعام 1957 أو لعام 1959 بخطوط مختزلة وأسلوب تجريدي. ولوحة تجريدية بعنوان (منظر) نشرها د. عبد العزيز علون في كتابه (منعطف الستينات في تاريخ الفنون الجميلة المعاصرة في سورية). وتتحدث بعض النصوص عن وجهية (ربما هي المنشورة هنا) رسمها للأديب وليد إخلاصي، بعد أن استوحى الأخير شخصية إسماعيل حسني في إحدى أعماله الأدبية، غير أن وليد هو من وصف إسماعيل حسني بأنه (شيخ عشيرة الفنانين) تعبيراً عن دوره في مجال التدريس لمادة الفنون وتاريخ الفن وعلم الجمال، سواءً في المدارس الثانوية أو كلية العمارة أو مركز الفنون التشكيلية الذي حمل اسم صديقه الراحل فتحي محمد. وتولى إدارته منذ تأسيسه عام 1960، وحتى عام 1965. وقد تجلى التفاف الفنانين الشباب حوله، وتقديرهم له بانتخابه مطلع السبعينات رئيساً لفرع نقابة الفنون الجميلة في حلب.
تعليقات الصور
أثناء رسم ملهمة الفنانين
ملهمة الفنانين
وجهية (ربما وليد إخلاصي)
أمومة
تجريد https://alwatan.sy/archives/327908