قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
أخطر مطب في حياة المصور يصنعه بنفسه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن تقوم بإلتقاط الصور الفوتوغرافية هذا أمراً سهلاً بالذات مع إنتشار الكاميرات بشتى أنواعها وأشكالها بسبب ما وفرته التقنيات الحديثة من إمكانيات في هذا المجال وكذلك لإنخفاض تكلفتها حيث أصبح في يد كل شخص كاميرا على الأقل مدمجة في هاتفه المحمول…
ولكن أن تكون مصوراً فوتوغرافياً هو أمراً مختلف تماماً، سواءً كان التصوير الفوتوغرافي بالنسبة لك هواية أو مهنة بدوام كامل، والحفاظ على بقائك في خانة المصور المحترف أمر أصعب.
هناك عدة أمور وصعاب قد تعتري مسار كل مصور فوتوغرافي، تختلف بإختلاف البيئة والظروف المحيطة، وعادة ما ستجد أن الكثيرين من المصورين الفوتوغرافيين يتناولون هذه المواضيع والصعاب في حديثهم أو مقالاتهم. إلا أن هناك بعض العثرات التى تنتاب المصور الفوتوغرافي لا أحد يخبرك عنها أو يشير إليها في مقالاته، لسبب بسيط وهي أن هذه المطبات هي صنيعة المصور نفسه وهو لايدرك ذلك إلا بعد الوقوع فيها، أخطرها أن تصبح آلة لإنتاج الصور تفقدك كمصور اللمعان والبريق، مهما كان نوع التصوير الذي تمارسه.
– آلة لإنتاج الصور
بالتأكيد أن كل مصور يسعى لأن يكون مصوراً محترفاً، وهي الغاية الآبرز في مسار رحلة أي مصور أو هذا ما يحلم به كل مصور، وسيكون من الرائع أن يمارس المصور الفوتوغرافي شغفه بالتصوير في نفس الوقت الذي يتخذ منه مهنة أو وظيفة، فلا بد من أن يحصل المصور على الدافع المادي الذي يسهل مسار رحلته هذه، حيث تشكل النفقات عبء كبير على كاهله وسيكون سعيداً عندما يتقاضى أجراً عالياً يتناسب مع تكاليف الحياة وتغطية النفقات معاً، بغض النظر عن نوع التصوير المتخصص فيه المصور سيأتي حتماً وقت سوف ينظر إليه المصور على أن ما يقوم به يعد وظيفة بكل جمود الوظيفة، وسيحرص على الإهتمام بالنوع الذي تميز فيه، من أجل أن يحصل على مقابل مرتفع لما يقوم بإنتاجه وبيعه، وهنا سيصبح بمثابة الآلة في إنتاج هذه النوع من الصور.
من أهم الأشياء العظيمة في مجال التصوير هو أنه يتيح للمصور أن يكون خلاقاً ومبدعاً، إلا أنه عند تحول المصور لآلة ستبدو صوره متشابهة. وليس من المستغرب أن يحصل هذا، فلقد حصل هذا فعلاً مع الكثير جداً من المصورين، ليتحول هذا لفقدان الحرص على الجودة وكذلك الشغف والحب لما يقوم به الذي كان سبباً لنجاح وتألق الصور التي ينتجها في بداية مساره.
للتغلب على هذا المطب، لا بد أن يضع المصور لنفسه بعض المشاريع الشخصية، كالقيام بشيء يستمتع به حتى مع وجود ضغط لإنتاج الصور التي سيتم بيعها، ولا بد من ان يبحث المصور في تجارب الآخرين وأن يستكشف في مجالات أخرى وأنواع أخرى من التصوير الفوتوغرافي، لإشعال الشغف والعاطفة من جديد، فمحاولة نوع مختلف تماما من التصوير قد يكون المفتاح لتجدد الشغف وظهور عواطف وأحاسيس يظهر من خلالها الإبداع من جديد.
طـﮧ ڪريوي Taha Krewi
نشر بحسابي القديم بتاريخ 17-06-2016
أعيد نشره على حساب السقيفة الليبية Assaqeefa Alleebiya
في 18-06-2016 : https://bit.ly/3NaGnRC

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.